للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه العبسي]

قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سعد بن طارق، عن ربع بن حراش، عن حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وَعَدَنَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أكثر من عدد النجوم، وهو أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ، كما يذود الرجل الإِبل الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ"، قَالَ قِيلَ: يَا رسول الله: تعرفنا يومئذ؟ قال: "نعم، تردونه عَلَيَّ غُرًّا ١ مُحَجَّلِينَ ٢ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، وَلَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ".

رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي شيبة، بنحوه، وعلقه البخاري فقال: حُصَيْنٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم والله سبحانه وتعالى أعلم.


١الغر جمع أغر وهو من به غرة والغرة بياض في الجبهة والمراد أن المؤمنين تشرق جبهاتهم يوم القيامة بنور الإيمان فيكون هذا النور غرة لهم تميزهم وبها يعرفون.
٢ المحجلون: الذين تضيء منهم مواضع الوضوء في أقدامهم فيبدو الضوء فيها كتحجيل الفرس وهو بياض في قوائمها والمعنى أن المؤمنين يوم القيامة يمتازون بغررهم ونور وجوههم وبتحجيلهم المشرق في موضع ماء الوضوء من أقدامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>