للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إِن إِمرأَة مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلَامًا ممسوحةٌ عينُه طالعةً نابُه، فأَشْفق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَكُونَ الدجالَ فوجَدَه تَحْتَ قَطِيفَةٍ يهَمْهِم، فأدنَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ: هَذَا أَبو القاسم قد جاءَ فاخْرُجْ إِليه مِنَ القطِيفةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَا لَهَا. قَاتَلَها اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْه لَبَيّنَ" ثُمَّ قَالَ: "يَا ابنَ صَيّادٍ مَا تَرَى?" قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وأرى عرشاً على الماءَ. قال: "فليس" ١، فَقَالَ: "أَتشهد أَني رَسُولُ اللَّهِ؟، " فَقَالَ هُوَ: أتشهد إِني رسول اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"آمَنْتُ باللَّهِ وَرُسُلِهِ"، ثُمَّ خَرَجَ وتركهُ، ثُمَّ أَتاه مرةً أخرى في نَخْل لَهم فأدْنته أمُّهُ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ: هَذَا أَبو الْقَاسِمِ قَدْ جاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لو تَرَكَتْهُ لبيّن٢".

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا لِيَعْلَمَ أَهْوَ هُوَ أَمْ لَا. قَالَ: "يَا ابْنَ صَيَّادٍ مَا تَرَى?" قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: "أَتَشْهَدُ إني رسول الله?" قال هو: أتشهد أي رسول اللَّهِ? قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ٣" فَلُبِسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ فتركه، ثم جاء في الثالثة والرابعة ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ: فَبَادَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ, هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ?" فقال: "يا ابن صياد ما ترى؟ "


١فليس: أي فليس هذا الذي أسألك عنه.
٢ لبين: لكشف بحديثه العفوي غير المتحرز فيه عن حقيقة طويته أو بعض الحقيقة.
٣ فلبس الأمر: غماه وغطاه وخلطه بغيره ليخفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>