للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرْبَعُونَ شَهْرًا قَالَ: أَبَيْتُ قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً قال: أبيت. ويبلى كل شيء من الإِنسان إلا عجب الذنب منه يركب الخلق.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبَى كُرَيْبٍ، عَنْ أَبَى مُعَاوِيَةَ، عَنْ الأعمش به مثله، وزاد بعد قوله في الثالثة أبيت قال: ثم ينزل مِنَ السَّمَاءِ مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، قال وليس شيء من الإِنسان إِلا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الحسين بن حبيب المروزي، أخبرنا أبو الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قَالَ:

"سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ، إِذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ، وَاخْتَلَطَتْ، وَفَزِعَتِ الْجِنُّ إِلَى الإِنس، والإِنس إلى الجن، واختلطت الدواب والوحش والطير، فماج بعضهم في بعض، {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} قال: انطلقت. {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} وقال أهملها أهلها. {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} قال الجن للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلق إِلَى الْبَحْرِ، فَإِذَا هُوَ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ صَدْعَةً وَاحِدَةً إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَإِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَتْهُمْ رِيحٌ فَأَمَاتَتْهُمْ".

وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا هَارُونُ بن عمرو الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عطاء بن يزيد السَّكْسَكِيِّ، قَالَ:

"يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً بَعْدَ قبض عيسى ابن مريم، وعند دنو من الساعة، فيقبض روح كل مؤمن، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحُمُرِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>