للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ريحها، وأحرقني حرها، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو الله، فيقول الله: لعلك إن أعطيتك ذلك لا تَسْأَلُنِي غَيْرَهُ? فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الجنة، فيقول الله: أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ? فيقول: وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ العهود والمواثيق أن لا يسأل غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ? ويلك يا ابن آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ? فَيَقُولُ:. يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حتى يضحك، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقال: لك هذا ومثله" ١.

قال أبو هريرة رضي الله عنه: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً في الجنة: قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، حتى انتهى إلى قوله: "لك هذا ومثله" قال أبو سعيد رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ولك عشرة أمثاله قال أبو هريرة: "وَمِثْلُهُ مَعَهُ" وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ: مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ، وَزَادَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ: "وله عشر أَمْثَالِهِ" وَهَذَا الْإِثْبَاتُ مَنْ أَبِي سَعِيدٍ مُقَدَّمٌ عَلَى مَا لَمْ يَحْفَظْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، حَتَّى وَلَوْ نَفَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ قَدَّمْنَا إِثبات أَبِي سعيد لما معه من زيادة


١ الحديث رواه البخاري كتاب الرقاق – باب الصراط جسر جهنم ورواه أيضا في كتاب التوحيد – باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} . –ورواه مسلم – إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة لربهم سبحانه وتعالى. – وفي الأحاديث القدسية ٣٧٨- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>