ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: لَا يُرْوَى عَنْ أَبِي هريرة أحسن من هذا الإِسناد، ولم يسمعه إلا من الحسين بن الأسود ...
قلنا: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عن ابن عجلان، عن عمرو بن شبيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدُّهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يحشر المتكبرون يوم الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كل شيء من الصغار، حتى يعلوهم سجن في جهنم يقال له بوليس، فَتَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ".
وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن ابن عجلان به، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ.
فَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْعَرَصَاتِ كَذَلِكَ، فَإِذَا سِيقُوا إِلَى النار دخلوها، وقد عظمت خلقهم، كما دلت عليه الأحاديث التي أوردناها ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم، وأعظم في تعبهم ولهيبهم، كما قال شديد العقاب:{لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} .