للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا، وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، وما الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ١"، فَإِنَّهُ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ بِمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَنَدِيِّ الصَّنْعَانِيِّ الْمُؤَذِّنِ شيخ الشافعي، وقد روى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ أَيْضًا وَلَيْسَ هُوَ بِمَجْهُولٍ كَمَا زَعَمَهُ الْحَاكِمُ، بَلْ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ وَثَّقَهُ، وَلَكِنْ مِنَ الرُّوَاةِ من حدث به عنه أبان عن أَبِي عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مُرْسَلًا، وَذَكَرَ شَيْخُنَا فِي التَّهْذِيبِ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ رَأَى الشَّافِعِيَّ فِي الْمَنَامِ وَهُوَ يَقُولُ: كَذَبَ عليَّ يونس بن عبد الأعلى الصدفي ويونس مِنَ الثِّقَاتِ لَا يُطْعَنُ فِيهِ بِمُجَرَّدِ مَنَامٍ، وهذا الحديث فيما يظهر بادىء الرأي مخالف للأدحاديث التي أوردناها في إثبات أن المهدي غَيْرِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، إِمَّا قَبْلَ نُزُولِهِ فظاهر والله أعلم، وأما بعده فعند التأمل لا منافاة بل يكون المراد من ذلك أن يكون الْمَهْدِيَّ حَقَّ الْمَهْدِيِّ هُوَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَلَا يَنْفِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ مَهْدِيًّا أيضاً، والله أعلم.


١ حديث ضعيف.
أخرجه ابن ماجه "٢- ٤٩٥" والحاكم في المستدرك "٤- ٤٤١" وابن عبد البر في جامع العلم" "١-١٥٥". وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن". "ج٣-٣-٢، ٤-٩-١، ٥-٢٢-٢" والسلفي في "الطيوريات" "٦٢-١" من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنِ صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا
- وأخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم ٧٧ وقال: -
"وهذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاثة:
الأولى: عنعنه الحسن البصري فإنه قد كان يدلس.
الثانية: جهالة محمد بن خالد الجندي فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". تبعا لغيره كما يأتي.
الثالثة: الأختلاف في سنده قال البيهقي: قال أبو عبد الله الحافظ "محمد بن خالد مجهول" وقال الذهبي في الميزان أنه خبر منكر.!.هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>