للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخيام، "ولا يخيم هناك أعرابي ولا يربض هناك رعاة"١، ويكثر فيهم المتربصون على طرق القوافل، "في الطرقات جلست لهم كأعرابي في البرية"٢، ونفس المعنى يتردد في نصوص توراتية أخرى، كما في أشعياء٣، وأرمياء٤، لا يقصد بها قومية على جنس معين، وإنما المقصود دائمًا البادية، موطن العزلة والوحشة والخطر٥.

وأما في التلمود، فقد قصد بكلمة "عرب" و"عربيم" و"عربئيم"، الأعراب كذلك -أي نفس المعنى الذي ورد في أسفار التوراة- كما أصبحت لفظة "عربي" مرادفة في بعض الأحايين لكلمة "إسماعيلي"٦، نسبة إلى سيدنا إسماعيل، جد العرب، والأخ الأكبر لإسحاق، والد يعقوب أو إسرائيل، جد اليهود.

وفي أخريات القرن السادس قبل الميلاد، بدأ اليونان يتحدثون عن العرب في كتاباتهم، وكان "إسكليوس" "أخيلوس Aeschyus" ""٥٢٥-٤٥٦ق. م"، أول من ذكر العرب من اليونان، وذلك إبان الحديث عن الملك الفارسي "إكزركسيس الأول" "٤٨٦-٤٦٥ق. م" والذي هاجم اليونان في بلادهم بجيش فيه "ضابط عربي من الرؤساء مشهور"٧، ثم جاء هيرودوت "٤٨٤-٤٣٠ق. م" فتعرض في كتابه الثاني لذكر العرب، بطريقة تدل على أنه كان على شيء من العلم بهم، كما أطلق على بلاد العرب لفظ "Arabie" ويعني بها البادية وشبه جزيرة العرب والأرضين الواقعة إلى الشرق من نهر النيل، ومن ثم فقد أدخل "هيرودوت" سيناء وكل الأقسام الشرقية من مصر -والواقعة بين سواحل البحر الأحمر ونهر النيل،


١ أشعياء ١٣: ٢٠.
٢ أرمياء ٣: ٢.
٣ أشعياء ٢١: ١٣.
٤ أرمياء ٢٥: ٢٤.
٥ جواد علي ١/ ١٨. وكذا
J. Simons, The Geographical And Topographical Texts Of The Old Testament, Leiden, ١٩٥٩, P.٤
٦ جواد علي ١/ ٢١.
٧ Eb, P.٢٧٣

<<  <   >  >>