للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسيحيين في فارس، وكانت أرض العراق هي ميدان المعركة، وحاصر الروم "نصيبين"، وأسرع "بهرام" لإنقاذها، واشترك المنذر في المعارك، كما اتجه بعد ذلك إلى أنطاكية للاستيلاء عليها، إلا أنه لم يحقق نصرا، وانتهت الأمور بعقد صلح بين الفرس والروم في عام ٤٢٢م١.

وجاء بعد المنذر ولده الأسود، ثم أخوه المنذر، ثم النعمان بن الأسود، ثم انتقل العرش بعد ذلك من أمراء بني نصر، إلى "يعفر بن علقمة"، غير أنه عاد مرة أخرى إلى بني نصر، حيث تولى عرش الحيرة "امرؤ القيس الثالث" ثم "المنذر بن امرئ القيس" "٥٩٦ أو ٥٠٨-٥٥٤م"٢، والذي يعرف بذي القرنين، بسبب ضفيرتين كانتا له، وبابن ماء السماء "وماء السماء هو لقب أمه مارية أو أو ماوية بنت عوف بن جشم بن هلال من بني النمر بن قاسط"٣، وعلى أي حال، ففي عام ٥٠٦م عقد صلح بين الروم والفرس، في مقابل إتاوة يدفعها القيصر لملك الفرس، غير أن الروم قد تأخروا في دفعها، مما كان سببا في أن يقوم المنذر في عام ٥١٩م بغزو الحدود الرومانية، وأسر قائدين رومانيين٤.

وفي عام ٥٢٤م، أرسل القيصر "جستنين الأول" "٥١٨-٥٢٧م" إلى المنذر، وفدا يتكون من إبراهيم والد المؤرخ "نونوسرس"، وشمعون الأرشامي، وسرجيوس أسقف الرصافة، يطلب إطلاق سراح القائدين الرومانيين "جان وتموستران" وعقد صلح مع المنذر، ويبدو أن الوفد قد حقق الهدف الأول من مهمته، وأن الشواهد تشير إلى أن الهدف الثاني كان بعيدا عن التحقيق، هذا ويجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الوفد الرومي قد صادف وصول، وفد ذي نواس" الحميري الذي يطلب من ملك الحيرة أن يفعل بنصارى مملكته، ما يفعله هو بنصارى نجران، وأن شمعون الأرشامي ليزعم أنه قد دون قصة تعذيب نصارى نجران، طبقا لما جاء في رسالة


١ عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص٣٣٦-٣٣٧، جواد علي ٣/ ٢٠٨، وكذا
Caussin De Perceval, Op. Cit., Ii, P.٦٣
٢ جواد علي ٣/ ٢٠٩، وكذا J.B. Bury, Op. Cit., P.٩١
٣ تاريخ الطبري ٢/ ١٠٤، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٦٥، مروج الذهب ٢/ ٧٤، المحبر ص٣٥٩
٤ سعد زغلول: المرجع السابق ص٢٢٠، وكذا G. Rothstein, Op. Cit., P.٧٩

<<  <   >  >>