وأخيرا فلا تنس العبرة العظيمة في حادثة أبي لبابة وهى أن المؤمن إذا غفل فاستزله الشيطان فخان أمانة من أماناته فإنه على الفور يتوب إلى الله فيكرب ويحزن ويكثر من الاستغفار والصالحات ويتصدق بمال كثير، بعد أن يعترف بزلته ويرد الحق إلى أهله. ومن تاب تاب الله عليه، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر إلا أن التوبة تجب على الفور ولا يحل تأخيرها ابدا، ولا عذر لأحد في تأخير التوبة لقول الله تعالى:{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} ١ والقرب هو ساعة ارتكاب المعصية والشعور بذلك... ولنتأمل توبة أبى لبابة فإنه لم يؤخرها دقيقة واحدة.
وفعل في توبته ما لا يقدر عليه غيره فرضى الله عنه وأرضاه. وغفر لنا ذنوبنا وتاب علينا إنه ولينا وليس لنا ولى سواه.