على حسابهم، إذ لو دخل أتباعهم في الإسلام لحرموا سيادتهم عليهم وأموالهم منهم، وتبع ذلك السلطة والحياة ولم يبق لهم بين الناس ذكر. وهذه حالهم إلى اليوم فإنهم يحاربون الإسلام بكل وسيلة.
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.....} هذا إعلام آخر من الله تعالي لعباده المؤمنين معلما محذرا حتى لا يقعوا في مثل ما وقع فيه الأحبار والرهبان إذ أخبرهم أن الذين يكنزون الذهب والفضة وسواء كانوا من الكافرين والمشركين أو من المسلمين وذلك لحرمة كنز الأموال وهى قوام الأعمال، وأداة العيش الرغد في الحياة. فتوعد تعالى الذين يكنزونها ولا ينفقونها في سبيل الله بالعذاب الأليم إذ قال تعالى:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وقد سلك مسلك الأحبار والرهبان علماء الروافض إذ أن أئمتهم يأخذون منهم ضرائب هي خمس دخل كل فرد من أي جهة كان هذا الدخل، أخبرني بهذا أحد رجالهم بمدينة الكويت، ويبين تعالى كيفية تعذيب كانزي الذهب والفضة بها يوم القيامة وهى أن تحول إلى صفائح ويحمى عليها في نار جهنم حتى تلتهب نارا، ثم تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. فلم يبق موضع من أجسامهم ألا يكوى بتلك الصفائح. ومع هذا العذاب الحسي عذاب معنوي وهو القول لهم:{هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} . كما يقال لأبى جهل في جهنم {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} استهزاء وسخرية به هذا العذاب المعنوي أعظم ألما من العذاب الجسدي وأشد. هذا معنى قوله تعالى:{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} .
ولنعلم أيها القارئ والمستمع أن هذه الآية لما نزلت اضطرب لها المسلمون، وكبر عليهم أمرها، فقال عمر رضى الله عنه: أنا أفرج عنكم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا نبي الله إن كبر على أصحابك هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقى من أموالكم لتكون لمن بعدكم ". فكبر عمر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته "، أي في ماله وعرضه. وهذا الحديث العمرى