بقي مما وعدت بالكلام عنه من النشاط الثقافي لجامعة الدول العربية الكلام عن المؤتمرات التي أعدت لها الإِدارة الثقافية وأشرفت عليها أو شاركت فيها. وحديث المؤتمرات في هذه الإِدارة حديث يثير العجب. فلو عرض القارئ ما سجلته هذه الِإدارة من نشاط المؤتمرات تحت عنوان (التعاون بين الإِدارة الثقافية واليونسكو والهيئات الثقافية الدولية - ص ٤٥ إلى ٥٣ من النشرة الثقافية ١٩٤٦ - ١٩٥٦) لخيل إليه أن هذه الإِدارة فرع من اليونسكو يعمل تحت سيطرته وتوجيهه. وسيطرة أمريكا - واليهود خاصة - على اليونسكو شيء لا أحتاج إلى أن أنبه له فهو مشهور معروف، يؤكده ما أثبتته النشرة الثقافية لجامعة الدول العربية في بيانها العام عن هذه المؤتمرات. فهي تستهدف السيطرة على توجيه الثقافة والتعليم في البلاد العربية. والترويج لآراء اجتماعية ومذاهب سياسية لا تخدم إلا مشاريع اليهود والغرب. فمن ذلك مؤتمر تبادل المدرسين بين البلاد العربية الذي انعقد في القاهرة سنة ١٩٥٦ بدعوة من اليونسكو (ص ٤٦)، ومؤتمر التعليم الثانوي في مصر الذي انعقد في مصر سنة ١٩٥٥ واشتركت في الدعوة إليه الجامعة الأمريكية بالقاهرة (ص ٤٩)، والحلقة التربوية التي دعت إليها الجامعة الأمريكية في بيروت سنة ١٩٥٤ وكان موضوعها "فلسفة تربوية متحدة في عالم عربي متحد"(ص ٥٠)، وحلقة دراسات التربية للتفاهم العالمي التي انعقدت في اليونسكو ببيروت سنة