للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- ٤ -

في تطويرالدراسَاتِ اللغويّة وَالاسْلاميّة

حين زرت جامعة الرياض بدعوة منها في ربيع الأول ١٣٩٥ (إبريل ١٩٧٥ م) وجدت قسم اللغة العربية يعد لإِنشاء معمل للأصوات ولدراسة اللهجات العامية، ووجدت بين منشورات الجامعة كتاباً لمستشرق بريطاني في لهجات شرق الجزيرة العربية قامت الجامعة بترجمته ونشره بعد أن استضافت مؤلفه. وأخذتني المفاجأة حين رأيت الداء يمتد إلى مهد العربية ومنبع الإِسلام. ثم تبين لي أن من وراء هذه المشاريع أحد الذين عادوا من إنجلترا مبعوثاً من قسم اللغة العربية، فوجهه أساتذته هناك لدراسة اللهجات العامية، على نحو ما حدث في مصر، وسيحدث ويتكرر فيها وفي غيرها من بلاد العرب إذا لم يتنبه المسلمون للخطر. فإِذا كنا نحن العرب نعمل على دراسة اللهجات الاقليمية التي لا يجتمع عليها العرب، ونخطط بأيدينا لتطوير اللغة التي حفظها القرآن الكريم وحُفِظ فيها، وجمع عليها المسلمين وجمعتهم عليه منذ نزل به الوحي إلى يومنا هذا، فمن العبث أن نعمل على نشرها في بلاد المسلمين، لتكون اللغة الموحدة الجامعة لشملهم، والمؤكدة لوحدة أمتهم، لأننا حينذاك لا ندري على أي عربية نوحدهم، على العربية الكلاسيكية كما يحلو لبعض دعاة التطوير أن يسميها، أم على العربية العصرية التي يرون ابتداعها؟ وعلى العربية الفصحى، أم على لهجة من لهجاتها المتعددة التي يحتفي كل بلد من بلد العرب بالعناية بها وإبراز محاسنها، والاحتفال بتراثها، بزعم أنه تراث قومي، أو أدب شعبي؟ وما قيمة العمل على جمع شمل المسلمين عن طريق نشر العربية ما دام العرب أنفسهم يتفرقون فيها حين

<<  <   >  >>