الحاء وفتحها) وبمصطلحات اللغويين والنحاة والبلاغيين الأصيلة المتفق عليها عندهم جميعاً. ومن حقهم جميعاً أن يطالبوا باستبعاد كل ما تحوم حوله شبهة تهديد هذه الرابطة, لأنهم يريدون لهذه الرابطة القائمة أن تظل رابطة دائمة ..
والكلام الذي قيل في تحبيذ دراسة اللهجات العامية أو الدراسات الصوتية الحديثة - وهما صنوان لا يفترقان - بعضه صادر ممن لا تعنيهم الفصحى ولا يبالون بها وهو من خارج المشتغلين بالدراسات العربية. وبعضه ممن توجههم اهتمامات خاصة ترجع إلى تخصصهم الضيق في هذه الدراسات في إنجلترا أو في فرنسا، وهؤلاء لا أتهمهم بضعف الغيرة أو سوء النية، ولكني أناشدهم الله أن يستمعوا إلى ملاحظاتي في غير تعصب لتخصصاتهم الضيقة - وأقول الضيقة، لأن تخصصهم الأشمل والأوسع والأكثر أصالة هو قواعد اللغة العربية - أناشدهم الله أن يستمعوا إلى ملاحظاتي وأن يعتبروها، إذا لم تقنعهم، من باب سد الذرائع.
لسنا وحدنا. إننا جزء من أمة ننادي بوحدتها. وبالأمس كانت لنا تجربة في تطوير قواعد العربية لم تقبلها وزارات التربية والتعليم في البلاد العربية لم أخرى فطويناها. ولا أريد لهذا المؤتمر أن يسفر عن تجربة كهذه في الدراسات العربية. وأنا أعلم أن أحد أعضاء هيئة التدريس من المهتمين بالدراسات الصوتية قد انتدب في هذا العام لكلية الآداب بجامعة بغداد وأراد إدخال هذه الدراسة في برامج قسم اللغة العربية فلم يقابل اقتراحه إلَّا بالإِعراض والنفور، وطُلِب إليه أن يدرس قواعد اللغة العربية كما كتبها نحاة العرب ولغويوهم.
إن العرب يحرصون علي فصحاهم وعلى قواعدها التي تشيع مصطلحاتها في كل تراثهم ولا يريدون استبدال غيرها بها. وسيكون مصير أي إقتراح يبعد بالعرب عن هذا الطريق هه المصير نفسه الذي لقيته تجربة (المسند والمسند إليه والتكملة) في النحو.
ومن عجيب المفارقات أن تنشر صحيفة الأهرام في عددها ٢٩٢٨١ الصادر في يوم الجمعة غرة ذي القعدة ١٣٨٦ (١٠ - ٢ - ١٩٦٧ م) في ص ٤