غير الخبير الاهتداء إلى موضع الخطر فيه. ولكن بعض الأباطيل عارية لا تخفى ولاتلبس غير أثوابها، فمن هذه الأباطيل العارية ما جاء في العدد ١٢ من هذه السلسلة. وعنوان هذا العدد هو (الطفل والأمور الجنسية). وسأنقل في السطور التالية صوراً من هذه الأباطيل مكتفياً بهذا النقل عن التعليق.
قدّم الكتاب في صفحتي ٢٢، ٢٣ مجموعة من الأسئلة في صورة اختبار يساعد الآباء - فيما يزعمه المؤلف - على تبين اتجاه الأبناء الخاص في وضوح وفي جلاء، وعلى تقدير ما تنطوي عليه تصرفاتهم من خطأ وصواب، وأثبت المؤلف الإِجابة الصحيحة المزعومة على كل سؤال من هذه الأسئلة في ذيل صفحة ٢٣. ومن بين هذه الأسئلة السؤال رقم ٦ ونصه وهو:"هل ترى في التعبير السافر عن المحبة ما ينبىء عن ذوق رديء أو ما يثير الحرج؟ ". والجواب الصحيح فيما يزعمه الكتاب الامريكي هو "لا". والسؤال التالي هو:"هل تعتقد أن المواقف التي تتضمن ناحية جنسية تثير الضحك؟ " والجواب الصحيح الذي أثبته الكتاب هو "نعم".
وجاء في ص ٤٦:"إن الكثير من الآباء اليوم لا يكترثون للظهور مجردين من الثياب أمام أطفالهم الصغار. وهذا أمر لم يكن يحدث في الماضي إلا نادراً، كذلك أصبحت أبواب الحمامات وغرفِ النوم تترك مفتوحة أحياناً فيرى الصغار أبويهم وهم يخلعون ملابسهم أو يرتدونها، فإِذا كان في وسع الآباء أن يفعلوا ذلك بصورةٍ طبيعيةٍ ودون شعور بالحرج أو الاضطراب فإِن ذلك يكون مراناً طبيعياً, لأنه يعوّد الطفل على الشعور بأن الجنس ليس أمراً مَشيناً، كما يساعد على إشباع فضوله فيما يتعلق بأجسام الكبار (١).
وجاء في صفحة ٦٠: "إذا حدث التجريب في النواحي الجنسية في الفترة الواقعة بين سن ٨، ١٢ فمن المحتمل أن يقع بين أفراد الجنس الواحد، إذ نجد الصبية مثلاً يعرضون أعضاءهم التناسلية بعضهم على بعض، ويعتبر ذلك محاولة من الطفل لتحديد مدى مشابهته أقرانه. كذلك قد
(١) أرأيت إلى الذين يريدون أن يعودوا بنا إلى الهمجية الأولى والجاهيلة الجهلاء، هل ترى كبير فرق بين مذهبهم هذا وبين مذهب الذين يمارسون العري في مدن العراة.