للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صرف إلى فعل كفّ عن العمل بـ (ما) الكافة، ولا تدخل إلّا على فعل ماض أو حال، وإنما دخل هاهنا (١) على الفعل المستقبل لأنه واجب لا محالة؛ فكأنّه ماض. ألا ترى أن أكثر أحوال القيامة مذكررة في القرآن على لفظ الماضي. عن ابن عبّاس: يأتي على الكافر يومٌ يودّ فيه (٢) لو كان مسلمًا (٣). أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم (٤): سألت عن قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)} قال: يعذّب الله قومًا ممّن كان يعبده ولا يعبد غيره، وقومًا ممن كان يعبد غيره ثم يجمعهم في النار، فيعيّر الذين كانوا يعبدون غير الله الذين (٥) كانوا يعبدون الله تعالى، فيقول: عذّبنا لأنا عبدنا غيرك، فما أغنى عبادتكم إياه وقد عذَّبكم معنا، فيأذن الربّ للملائكة والنبيّين فيتشفّعون فلا يبقى في النار أحد ممّن كان يعبده إلَّا أخرجه، حتى يتطاول للشفاعة إبليس -يعني لعبادته (٦) الأولى- يقول: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية (٧).

{وَيُلْهِهِمُ} يشغلهم {الْأَمَلُ} الطمع. كانت أطماعهم الفاسدة تشغلهم عن التوبة والإنابة فيوعدهم على ذلك، أي (٨): أصابتهم بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين.

{إِلَّا وَلَهَا} فذكر (٩) الواو بعد الاستثناء وقد يحذف إذا كان الكلام


(١) في "ب": (ههنا).
(٢) (فيه) ليست في "ب".
(٣) أخرجه الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (١٤/ ٩)، والبيهقي في البعث والنشور (ص ٨٠)، وعزاه السيوطي في الدرّ المنثور (٤/ ٩٢) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) ذكره عن حماد عن إبراهيم مختصرًا الحاكم في "الكنى" كما في "الدرّ المنثور" (٨/ ٥٩٠ - ٥٩١).
(٥) (الذين) ليست في "ي" "أ".
(٦) في "أ": (إبليس لعبادته الأولى)، وفي "ي": (إبليس لعبادته يعني)، وفي "ب": (إبليس يعني لعبادته يعني الأولى).
(٧) (الآية) من "ب" "ي".
(٨) (أي) ليست في "ب".
(٩) في الأصل و "أ": (يذكر).

<<  <  ج: ص:  >  >>