للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورةُ البُرُوجِ

مكّية (١)، وهي اثنتان وعشرون آية بلا خلاف (٢).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١)} جواب القسم مضمر عند البصريّين، وعند الكوفيّين جوابها {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)} على سبيل التقديم والتأخير، أي قتل هؤلاء {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١)} كقولك لخصمك: خصمتك والله.

عن ابن عباس قال: (المشهود) يوم القيامة (٣)، يقول الله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [هود: ١٠٣]، والشاهد لقوله تعالى: {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: ٤١].

وقيل: (الشاهد) جبريل (٤)، و (المشهود) محمّد -عليه السلام- (٥)، لقوله:


(١) نقل السيوطي ذلك في الدرّ (١٥/ ٣٢٧) عن ابن عباس.
(٢) أنظر "البيان" (٢٦٩).
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٢٦٦)، والنسائي في الكبرى (١٦٦٣).
(٤) لم أجد من قال إن الشاهد جبريل، وقد ذكر ابن الجوزي في تفسيره (٤/ ٤٢٣) أربعة وعشرين قولًا في معنى الشاهد ليس فيه واحد منها، وكذا القرطبي وغيره من المفسّرين، فلا أدري من أين اعتقاد المؤلف هذا القول.
(٥) ذكر هذا القول ابن الجوزي في زاد المسير (٤/ ٤٢٤)، ولم ينسبه لأحد، والمشهور في ذلك أن الشاهد نبيّنا محمّد -عليه السلام-، وهو قول ابن عباس - رضي الله عنهما -. أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٢٦٦)، والنسائي في الكبرى (١١٦٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>