للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُوَرةُ الطَّارِقِ

مكّية (١)، وهي ستّ عشرة آية في عدد المدني (٢)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)} قال: نزلت في أبي طالب، وذلك أنه رأى نجمًا انحطّ من السماء فامتلأ ماء ثم نارًا، ففزع أبو طالب وقال: أي شيء هذا؟ فقال رسول الله: "هذا نجم قد رُمِي به، وهو آية من آيات الله تعالى"، فتعجّب أبو طالب ونزل {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)} (٣)، و (الطارق): الآتي باللّيل.

{دَافِقٍ} مندفع.

{الصُّلْبِ} الظهر {وَالتَّرَائِبِ} جمع تريبة وهو عظم الصدر (٤)، وعن ابن عباس قال: صلب الرجل وترائب المرأة (٥).


(١) نقل السيوطي ذلك في الدرّ (١٥/ ٣٤٧)، عن ابن عباس.
(٢) و (١٧) في البقية، انظر "البيان" (٢٧٠).
(٣) ذكره البغوي في تفسيره عن الكلبي (٤/ ٤٧٢)، والقرطبي (٢٠/ ١).
(٤) أي موضع القلادة من عظام الصدر؛ لأن الولد مخلوق من مائهما، فماء الرجل في صلبه وماء المرأة في ترائبها، وهو معنى قوله: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ}، ومنه قول امرئ القيس:
مهفهفة بيضاءُ غيرُ مفاضةٍ ... ترائبها مصقولةٌ كالسجنجلِ
وهو قول ابن عباس، وهناك أقوال أخرى في "الترائب"، ونقل ابن القيم عن الزجاج وأبي عبيدة نحو ذلك.
[تفسير البغوي (٤/ ٤٧٣)، ابن كثير (٤/ ٤٩٩)، تحفة المولود (١/ ٢٧٧)].
(٥) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>