للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الانْشِقَاقِ

مكية (١)، وهي خمس وعشرون آية في عدد أهل الحجاز والكوفة (٢).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} بالغمام.

{وَأَذِنَتْ} يعني الأرض (٣)، إذنها سمعها وطاعتها في الانفعال.

{مُدَّتْ} سوّيت قاعًا صفصفًا.

{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} أخرجت ما فيها من الكنوز والموتى من بطنها إلى ظهرها, وذلك تخلّيها

{وَحُقَّتْ} أي حقّ لها أن تسمع وتطيع.

{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ} كلّ واحد من الناس، وذكر الكلبيّ: أنّه أُبيّ بن خلف, وذكر مقاتل أنه الأسود بن عبد الأسد (٤)، عن ابن عمر عنه -عليه السلام-: "أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة، فأجلس جالسًا في قبري ثم يُفتح


(١) نقل السيوطي ذلك في الدرّ (١٥/ ٣١٣)، عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) انظر "البيان" (٢٦٨).
(٣) الأظهر أن الضمير يعود إلى السماء {وَأَذِنَتْ} أي: السماء؛ لأن الأرض لم يتقدّم ذكرها بعد، ثم ذكرها بعد ذلك، وإذنها هو سمعها وطاعتها لربّ العالمين، ومنه قوله عليه الصّلاة والسّلام: "ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنّى بالقرآن"، أخرجه البخاري (٥٠٢٣)، ومسلم (٧٩٢).
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره (١٩/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>