للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَة آلْ عِمْران

مدنية (١)، وهي مائتا آية في غير عداد أهل الشام.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ

عن أبي إسحاق والربيع أنَّ نيفًا وثمانين آية مِنْ أوّل هذه السورة نزلت في وَفْد نجران (٢)، وقد مضى تفسير حروف المقطعة.

{وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} أصْل التورية عند الكوفيين تورية بوزن تَوْصِية، فلما أخرجوا اللفظ مِنْ حيّز الأفعال إلى الأسماء نقلوا حركة عين الفعل إلى الفتحة (٣)، فانقلبت الباء ألفًا، لتحركها وانفتاح ما قبلها (٤)، وهو معنى


(١) ذكر القرطبي في تفسيره (٤/ ١)، والثعالبي في تفسيره (١/ ٢٣٠) وغيرهما أنها مدنية بالإجماع، وحكى النقاش أن اسمها في التوراة "طيبة".
(٢) ذكره ابن جرير في تفسيره (٥/ ١٧٤) وتبعه ابن كثير في تفسيره (١/ ٣٧٢) عن ابن إسحاق ذكره بطوله، وكان ذلك في سنة تسع من الهجرة.
(٣) في الأصل: (فتحة)، والمثبت من بقية النسخ.
(٤) وهذا القول نقله القرطبي (٤/ ٥) عن الفرَّاء، وقال الخليل: أصلها فَوْعَلة، فالأصل وَوْرَيَة، قلبت الواو الأولى تاء كما قلبت في تَوْلَجْ، والأصل وولج فَوْعَل من وَلَجَت، وقلبت الياء ألفًا لحركتها وانفتاح ما قبلها وبناء فَوْعَلَة أكثر من تَفْعِلة. وقيل: التوراة مأخوذة من التورية وهو التعريض بالشيء والكتمان لغيره، فكان أكثر التوراة معاريض وتلويحات من غير تصريح وإيضاح، وهو منقول عن الفراء أيضًا، نقله الرازي في تفسيره، إلا أن الراء نقلت من الكسر إلى الفتح على لغة طي، فإنهم يقولون في جارية: جاراة، وفي ناصية: ناصاة، ومنه قول الشاعر:
فما الدنيا بباقاة لحيٍّ ... وما حيٌّ على الدنيا بباقِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>