للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} عن المنهال بن عمرو أن امرأة بعثت ابنها إلى رسول الله (١) تستكسيه درعًا وقالت له: إن قال حتى يأتيني فقل له: إن أمي تستكسيك قميصك، فأتى ابنها رسول الله (٢) وذكر له ذلك فنزع رسول الله (٢) قميصه فدفعه إليه فأنزل (٣)، وفي الآية نهي عن الإمساك والبخل ونهي عن الإسراف في النفقة. عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنا عند رسول الله إذ جاءه رجل بمثل بيضة من ذهب، فقال: يا رسول الله (٢) أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما أملك غيرها، فأعرض عنه، ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول الله فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته، قال -عليه السلام-: "يأتي أحدكم بما يملك فيقول: هذه صدقة، ثم يقعد لسلف (٤) الناس! خير صدقة ما كان على ظهر غنى" (٥).

{إِنَّ رَبَّ كَيَبْسُطُ الرِّزْقَ} اتصالها بها من حيث قوله: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ} أو من حيث {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ}.

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ} كانت العرب تئد البنات خشية العيلة (٦) فأنزل، {إِمْلَاقٍ (٧)} كثرة إنفاق (٨).


(١) في "ب": (إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
(٢) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(٣) سبب النزول هذا هو عن عبد الله بن مسعود كما ذكره الواحدي في سبب النزول (ص ١٩٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٢١)، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور (٩/ ٣٢٥) عن المنهال بن عمرو ولا مانع أن يكون له طريقان، لكن الحديث ضعيف ففيه سليمان بن سفيان وقيس بن الربيع وهما ضعيفان، وأبو إسحاق السبيعي وقد عنعنه وهو مدلس، وقيس روى عنه بعد الاختلاط.
(٤) في "ب" "ي": (يستلف).
(٥) أبو داود (١٦٧٣)، الحاكم (١/ ٥٧٣)، والحديث ضعيف لكن الجملة الأخيرة في الحديث في صحيح البخاري (١/ ٣٦١) من حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه -.
(٦) في "أ" "ي": (العيلة عند الإعالة).
(٧) (إملاق) ليست في "أ".
(٨) كثرة الإنفاق قد تؤدي إلى الفقر. ولذا فَسَّر ابن عباس - رضي الله عنهما - "الإملاق" بالفقر، أخرجه عنه الطبري في تفسيره (١٤/ ٥٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>