للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{الْحَكِيمُ} الذي تعالى بحكمته عن تمكين المخاذيل من صفته.

{إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي إلا جاء معه للناس بالبشارة والإنذار، والهاء في {كَافَّةً} للمبالغة كما في النسابة والعلامة والراوية.

{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} في أول أمرهم وحسرهم بعد ذلك {الْأَغْلَالَ} جمع غل وهو طريق ذلّ وصغار.

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ} في (١) {الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} في ردّ استدلالهم بكثرة الأموال والأولاد على نفي العذاب في المعاد.

{بِالَّتِي} إشارة إلى الأشياء إن شاء الله أو إلى الخصلة أو إلى الحسنة {إِلَّا مَنْ آمَنَ} إن كان الاستثناء متصلًا فالتقدير فيه الأموال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأولادهم وذلك لكون أموالهم منفعة في سبيل الله وكون أولادهم متابعة بإيمان، وإن كان الاستثناء منقطعًا لمن آمن وعمل صالحًا شرط (٢).

وقوله: {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ} عن أنس عن النبي -عليه السلام- (٣) قال: "ينادي مناد كل ليلة: لدوا للموت، وينادي آخر: ابنوا للخراب، ونادى منادٍ: اللهم هب للمنفق خلفًا، وينادي آخر: اللهم وللمسك تلفًا، وينادي منادٍ: ليت الخلق لم يخلقوا" (٤).


(١) (في) من الأصل.
(٢) الاستثناء في قوله: {إِلَّا مَنْ آمَنَ} [سبأ: ٣٧]، إما أن يكون منقطعًا فيكون منصوب المحل وإما أن يكون في محل جر بدلًا من الضمير في {أَمْوَالُكُمْ} قاله الزجاج والفراء وهو مذهب الأخفش والكوفيين أنهم يجوزون البدل من المخاطب والمتكلم، وتبعهم الزمخشري في ذلك، كما يجوز أن يكون {مَنْ آمَنَ} في محل رفع على الابتداء، والخبر {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [سبأ: ٣٧].
[معاني القرآن (٢/ ٣٦٣)، إعراب القرآن (٢/ ٦٧٧)، الكشاف (٣/ ٢٩٢)].
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) هذا حديث لا يثبت وهو يذكر من قول عيسى ويذكر شعرًا وحكمة. انظر "الدرر المنتثرة" (٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>