للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا من الخلق هكذا" فقال جبريل -عليه السلام- (١): كيف لو رأيت إسرافيل؟ إنه له اثني عشر جناحًا؛ جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه ليتضاءل الأحايين لعظمة الله حتى يعود مثل الوضع، والوضع عصفور صغير حتى ما يحمل عشرة إلا عظمته (٢).

وعن ابن مسعود (٣) قال: إن لله (٤) ملكًا يقال له صندفيل: البحار كلها في نقرة إبهامه (٥).

وعنه -عليه السلام- (٦) قال: "أذن لي أن أحدّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنيه العرش وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت" (٧).

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} كمن يعرف الخير من الشر، وقد سبق القول في الاقتصار على أحد طرفَي الكلام وقيل تقديره: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} {تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} كقولك لأخيك: أحمار عصاك فإن الله لم يجعل له عقلًا فلا يضجر منه يريد بذلك: أحمار عصاك فضجرت منه فلا تضجر منه إن الله لم يجعل له عقلًا (٨) ولكنك اكتفيت لما أيقنت دليلًا على ما ألقيته.

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ذهب الكلبي أن العمل الصالح رافع الكلم


(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) ذكر هذه الرواية الزمخشري في الكشاف (٣/ ٢٩٨)، والقرطبي (١٤/ ٣٢٠).
(٣) في "ب": (ابن عباس).
(٤) في الأصل و"ب": (الله).
(٥) ورد هذا الأثر عن كعب في الحلية (٦/ ٨)، وكذا ذكره القرطبي (١/ ٤٢٩)، ولفظه في القرطبي (صندفيل البحار) وفي الحلية (٦/ ٦١) (صنديائيل البحار) ومرة (صديقا بحور الدنيا السبع) عن شهر بن حوشب.
(٦) (السلام) ليست في "ي".
(٧) رواه الطبراني في الأوسط (٦٥٠٣)، وسنده ضعيف ولكن له شواهد يصحح بها.
(٨) من قوله (فلا يضجر) إلى هنا ليست في "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>