للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبي هريرة عنه -عليه السلام- (١) قال: "كلم البحران فقيل للبحر الذي بالشام: يا بحر إني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك عبادًا لي يسبِّحونني ويحمدونني ويهللونني ويكبِّرونني فما أنت صانع بهم؟ قال: أغرقهم. قال الله تعالى: إني أحملهم على ظهرك وأجعل بأسك في نواصيك، وقال للبحر الذي باليمن: إني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل (٢) فيك عبادًا لي يسبحونني ويحمدونني ويهللونني ويكبرونني فما أنت صانع بهم؟ قال: أسبحك وأحمدك وأهللك وأكثرك معهم وأحملهم في بطني. قال الله تعالى: فإني أفضلك على البحر الآخر بالحلية والطري" (٣) ومعنى الحمل في بطن الماء عمل الغواصين.

{قِطْمِيرٍ} حبة في بطن نواة التمر، وقيل: لفافة نواة التمر (٤)، يضرب به المثل في القلة والحبة كالنقير والفتيل.

{وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} معطوف على مضمر تقديره: أحطنا بالغيب والشهادة خبيرًا، ولا ينبئك بالأمر أحد مثل خبير به كالمثل السائر: ما حكّ جلدك مثل ظفرك (٥).


(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) في الأصل و"ي": (جاعل).
(٣) ذكره الخطيب في تاريخه (١٠/ ٢٣٤)، والحديث ضعيف كما في "العلل المتناهية" (٣٤) لابن الجوزىِ.
(٤) قال ابن فارس في المحكم (٦/ ٦٢٣): القطمير: شق النواة، وقيل: القشرة التي فيها، وقيل: هي القشرة الرقيقة التي بين النواة والتمر. وكذا قال ابن منظور في اللسان (١١/ ٢٣١) وزاد: ويقال: هي النكتة البيضاء التي في ظهر النواة التي تنبت منها النخلة. تقول: ما أصبت منه قطميرًا، أي شيئًا، فهو يضرب به المثل في القلة كما ذكر المؤلف.
(٥) هذا المثل هو بيت للشافعي كما في ديوانه (ص ١١١) وبلا نسبة في تاج العروس (حكك) ولفظه:
ماحَكَّ جلدَكَ غيرُ ظُفْرِكْ ... فتولَّ أنت جميعَ أمركْ
وذكره الميداني في مجمع الأمثال (٣/ ٢٥٠) بلفظ: ما حَكّ ظهري مثل يدي، ومثله الزمخشري في المستقصى في أمثال العرب (٢/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>