للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أُولِي الْأَيْدِي} القوة أو الصنائع إن شاء الله.

{ذِكْرَى الدَّارِ} ذكراهم دار الآخرة وهي إيمانهم بالبعث والثواب والعقاب، فمعنى الآية وقفناهم لهذه الخصلة الخالصة.

{وَكُلٌّ} يعطف الجملة.

{هَذَا} إشارة إلى ما سبق ذكره.

{الْأَبْوَابُ} رفع لتقدير الإضافة فيها أي {مُفَتَّحَةً} أبوابها.

{أَتْرَابٌ} جمع ترب وهي للذة والعرس.

{حَمِيمٌ} رفع على أنه خبر (هذا)، والأمر (١) عارض بين المبتدأ والخبر كقولك: هذا فاضربه زيدًا، وارتفع بتقدير (من) أي منه حميم ومنه غساق.

{مِنْ شَكْلِهِ} أي من مثل العذاب الأول.

فالقول مضمر عند قوله: {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ} الاقتحام: الدخول على خطر أو مشقة من غير تثبيت.

والقول عند قوله: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ} مضمر {مَرْحَبًا}: اسم من الرحب استعمله العرب في الخير والشر فكل من رضيت بمكانه قالت: مرحبًا به، على سبيل الدعاء له، وكل من لم ترضَ بمكانه قالت: لا مرحبًا به على سبيل الدعاء عليه.

وحسن دخول الاستفهام وكونه مرادًا {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} إنما هو لكونهم غير متخذين إياهم سخريًا (٢) لو كانوا أشرارًا على الحقيقة داخلين معهم النار؛ لأن الاتخاذ يدل على صرف الشيء عن حقيقته في الغالب، فكأنهم قالوا: أسأنا الظن بهم والقول فيهم اتخذناهم سخريًا أم صدقنا فهم معنا في النار قد {زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ}.


(١) الأمر وهو الذي بين المبتدأ والخبر وهو جملة فليذوقوه، والمبتدأ "هذا"، والخبر "حميم".
(٢) من قوله (وإنما) إلى هنا ليست في "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>