للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفحش والتفحش" قالت: أوما سمعتهم يقولون: السام عليك (١)؛ قال -عليه السلام- (٢). "أوما سمعتِني أقول: عليكم" (٣) فأنزل الله {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ}.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ} نزلت فيمن لم ينفسح لثابت ابن قيس (٤)، التفسح: التوسع في المجلس، والفسحة: الوسعة {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} قبوركم (٥) أو يبارك لكم في مجلسكم {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا} انهضوا للعدوّ، وقيل: قيام الرجل عن المجلس لمن هو أفضل منه قرآنًا وعلمًا.

وعن مجاهد في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} قال: نهوا عن مناجاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٦) إلَّا تقدموا صدقة (٧)، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب قدم دينارًا وتصدق به.

ثم أنزل {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} فشق ذلك على المسلمين فوضعت وأمر بمناجاته بغير صدقة (٨).

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا} نزلت الآيات في المنافقين الذين كانوا يتولون اليهود والمشركين في الشر (٩).


(١) في الأصل: (عليكم).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) البخاري (٦٠٢٤)، ومسلم (٢١٦٥).
(٤) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٨/ ١٩١).
(٥) لم نجد من قال أن الفسح فسح القبور ولم يرد ذكره في الآية، فلا وجه لما ذكره المؤلف. وذهب ابن الجوزي (زاد المسير ٤/ ٢٤٧) في قوله "يفسح الله لكم" أي يوسِّع الله لكم الجنة والمجالس فيها، وهو قريب مما ذكره المؤلف.
(٦) (السلام) ليست في "ي".
(٧) في الأصل: (صدق).
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٣٤٤)، وعزاه السيوطي في الدر (١٤/ ٣٢٥) لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٩) روي ذلك عن قتادة، أخرجه الطبري في تفسيره (٢٢/ ٤٨٧)، وعبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>