للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَوَجَدَكَ ضَالًّا} لا على الطبيعة البشرية التي هي طبيعة النّفس الأمارة بالسوء، فهداك بالعقل قبل الوحي بالكتاب بعد الوحي.

{وَوَجَدَكَ عَائِلًا} محتاجًا {فَأَغْنَى} باطنه بالتوفيق للتفويض والرّضا بالقضاء، وأغنى ظاهره بأن حرّم عليه الصدقة وجعل يده العليا، ومده بمال خديجة وأبي بكر (١) وخمس المغنم، فكان ينفق ولا يخاف من ذي العرش إقلالًا، وهو يعيش في خاصة نفسه عيشة الفقراء يجوع يومًا وينفق يومًا.

{فَلَا تَقْهَرْ} تبخس حقّه واستخدامه واستحقاره.

{فَلَا تَنْهَرْ} تزجره، عن عبد الرحمن السلماني عنه -عليه السلام-: "إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها، ثم ردّوا عليه بوقار ولين، ببذل يسير وبردٌّ جميل، فإنه قد يأتيكم مَن ليس بإنس ولا جان ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم الله" (٢).

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)} في معنى قوله: "إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة أحبّ أن يُرى أثرها عليه" (٣)، والحديث بالنعمة هو الشكر.

...


(١) (بكر) ليست في "أ".
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره (٣/ ٢٩٤) عن ابن عمر مرفوعًا.
(٣) أحمد (٢/ ٤٠٣)، والبيهقي (٣/ ٢٧١)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٣٥)، قال في المجمع (٥/ ١٣٢): رجال أحمد ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>