للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين ولد، وروي أنَّ فاطمة الكبرى (١) وضعت عليًا في جوف الكعبة (٢) ولا سبيل للشيطان إليها (٣).

{بِقَبُولٍ} ولم يقل بتقبل لأنهما بمعنى، وكذلك لم يقل إنباتًا لأن في النبات معنى الإنبات كقوله: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} [البقرة: ١٠٠]، ولم يقل: معاهدة، وقوله: {مَتَاعًا} [البقرة: ٢٣٦] في آية المتعة ولم يقل (٤): تمتعًا، وقوله: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} [البقرة: ٢٨٢] ولم يقل: بتداين.

(الكفالة) قبول في معنى الضمان، و (المحراب) الصومعة سميت لبعد ارتفاعها وكونها منفردة منقطعة، ومنه سمي القصر محرابًا، وسمي صدر المسجد محرابًا (٥)، و (الرزق) الذي كان يجيئها فاكهة الشتاء في القيظ وفاكهة القيظ في الشتاء (٦).

عن ابن (٧) عباس والضحاك ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد، وعن الحسن أنه كان يأتيها من الجنة، وفي هذا أبين دلالة على جواز كرامة الأولياء من عند الله مِنْ قضائه وحكمته.


(١) هي أم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أول هاشمية ولدت من هاشمي.
(٢) ذكر الحاكم في مستدركه ذلك قائلًا: (وقد تواترت الأخبار ...) (٣/ ٥٥٠).
(٣) لم أجد أصلًا لهذا الأثر ولا أظنه يثبت سيما أنه لا يوجد لفاطمة ولد اسمه علي، ولذا ذكر المؤلف هذا الأثر بصيغة التمريض "رُوِيَ".
(٤) في الأصل و"ي": (وقوله).
(٥) قال أبو عبيدة: المحراب: هو أشرف المجالس ومقدمها، وهو كذلك من المسجد. وقال أبو عمرو بن العلاء: هو القصر لعلوِّه وشرفه. وقال الأصمعي: هو الغرفة، وأنشد قول امرئ القيس:
وماذا عليه أَنْ ذكرتُ أوانسًا ... كغزلانِ رملٍ في محاريب أقيالِ
وقيل: هو المحراب من المسجد المعهود، وهو الأظهر في الآية.
[مجاز القرآن (١/ ١٩)؛ ديوان امرئ القيس ص ٣٤؛ الدر المصون (٣/ ١٤٤)]
(٦) روي ذلك عن ابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وقتادة والربيع. أخرجه ابن أبي حاتم (٣٤٤٥)؛ والطبري (٥/ ٣٥٤)؛ وأخرجه اللالكائي في كرامات الأولياء ص ٧٠ - ٧٧ عن سعيد بن جبير ومجاهد وجابر بن يزيد والنخعي وقتادة والربيع وعطية والسدي والثوري.
(٧) في "أ": (بن).

<<  <  ج: ص:  >  >>