للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للنصرة المتمحض في الموالاة. وقال الأزهري (١): هم (٢) خُلْصَان الأنبياء (٣). وتأويله: الذين أخلصوا ونُقُّوا عن كل عيب (٤)، {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} أولياؤه {وَاشْهَدْ} وإنما طلبوا منه ذلك لتحقيق الموالاة وتبركًا ليتأكد حالهم بها.

{فَاكْتُبْنَا} أي فاكتب أسماءنا مع أسماء المؤمنين (٥)، وقيل: المراد بالشاهدين: الشهداء (٦).

{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} عامل بالظرف، والمكر إيصال الشرّ في السرّ، فمكرهم ما احتالوا في قتل عيسى وفي صلبه، {وَمَكَرَ اللَّهُ} صونه عيسى عن بأسهم وصرفه الشرّ إليهم في الدنيا والآخرة من حيث لا يشعرون (٧)، وإنما قيل: {خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} لأن إيصال الشر ما يمدح وذلك


(١) في جميع النسخ: (الزهري)، وهو خطأ.
(٢) في الأصل: (نعم)، وهو خطأ.
(٣) ذكره عن الأزهري النووي في شرح مسلم (٢/ ٢٨)، وابن الأثير في "غريب الحديث" (١/ ٤٥٨). وذكره ابن منظور في "لسان العرب" (٤/ ٢٢٠) عن الزجاج. وذكره القرطبي في تفسيره (٦/ ٣٦٤) دون أن يعزوه لأحد.
(٤) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (٥/ ٢٢٨) ونقله عن الزجاج وقال: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حواريون. وقال أبو عبيد: إن أصل هذا كان بَدْؤُهُ من الحواريين أصحاب عيسى -عليه السلام- سمُّوا بذلك لأنهم كانوا يغسلون الثياب يحوِّرونها أي يبيضونها، ومنه امرأة حوارية إذا كانت بيضاء. قال ثعلب عن ابن الأعرابي: الحواريون: الأنصار، وهم خاصة أصحابه.
قال ابن كثير (١/ ٤٤٩): والصحيح أن الحواري الناصر كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال: "إن لكلِّ نبيٍّ حواريًا وحواريَّ الزبير".
(٥) قاله ابن جرير في تفسيره (٥/ ٤٤٥)، وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عِمرَان: ٥٣] قال: مع أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن كثير: إسناده جيد.
[تفسير ابن كثير (١/ ٤٤٩)؛ ابن أبي حاتم (٣٥٧٧)؛ الطبراني في الكبير (١١٧٣٢)].
(٦) لم أجد أحدًا من المفسرين ذكر أو تبنى هذا القول، بل ذكر الرازي في تفسيره سبعة أقوال ليس في واحد منها ما ذكره المؤلف، فلا أدري على من اعتمد في هذا القول.
(٧) في "ب": (لايشعر).

<<  <  ج: ص:  >  >>