للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجابوه بالسمع والطاعة زاد الله في تلك العدة وهذا أصح (١)؛ لأنه قال: {مِنْ فَوْرِهِمْ} أي على وجههم وحالهم دون وقت آخر، قيل: كانت جملة الملائكة يومئذٍ ثمانية آلاف لأن (بل) يثبت الثاني يدفع الأول في اللفظ ولا يثبتهما معًا، وقال في "الأنفال": {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] وذلك يكون ألفين وألفان مع ثلاثة آلاف خمسة آلاف، {مُسَوِّمِينَ} قال ابن عباس والحسَن وقتادة ومجاهد والضحاك أنها الصوف في نواصي الخيل وأذنابها (٢)، وعن ابن عباس: عمايم بيض كانوا يتدلون بين أكتافهم، وقيل: كانت عمايم صفر مثل عمامة الزبير يومئذٍ (٣)، وقال مجاهد: كانت أذناب خيلهم محزوزة (٤)، وقيل: كانوا على خيل بُلق (٥)، فالجمع بين الأقاويل ممكن ما خلا لون العمايم فإنها تخيلت لقوم بلون ولقوم بلون.

{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ}: الإمداد، وقيل: الوعد المشروط. وإن عظمت


(١) وهو اختيار الطبري لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمؤمنين: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ} [آل عِمرَان: ١٢٤] فوعدهم بثلائة آلاف ثم وعدهم بعدها بخمسة آلاف إن صبروا واتقوا الله.
[الطبري (٦/ ٢٨)؛ ابن كثير (١/ ٤٩١)].
(٢) رواه الطبري (٦/ ٣٦)؛ وابن أبي حاتم (٤١١٢) عن ابن عباس؛ ورواه ابن أبي حاتم (١٣٧٠) عن مجاهد قال: محذفة أعرافها معلمة نواصيها بالصوف والعهن، ورواه (١٣٧٢) عن مجاهد قال: معلمين مجززة أذناب خيولهم عليها العهن والصوف. ورواه ابن أبي شيبة (٣٢٧٢١)؛ والطبري (٦/ ٣٤)؛ وابن المنذر في التفسير (٨٩٣، ٨٩٤) عن قتادة.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في الفضائل (١٢٦٨، ١٢٦٩؛ ٣/ ٧٥٤)؛ وعبد الرزاق في التفسير وابن أبي شيبة (٢٤٧٥٣، ٣٢٧٢٤، ٣٦٧٠٣)؛ والطبري في التفسير (٤/ ٨٣)؛ وابن أبي حاتم (١٣٧٤)؛ والطبراني في الكبير (٥١٨)؛ وابن المنذر في التفسير (٨٩٦)، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (٢/ ٥١٣)؛ وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٢٨٢)؛ وابن عساكر (١٨/ ٣٥٣ - ٣٥٤).
(٤) سبق تخريجه.
(٥) أخرجه الطبري (٦/ ٣٥) عن الربيع، وأخرجه أيضًا عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر (٢/ ٧٠) إلى عبد بن حميد، وقد روي من غير هذا الوجه عن غير قتادة والربيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>