الأول: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: "من قتل قتيلًا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا"، فأما المشيخة، فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان، فسارعوا إلى القتل والغنائم، فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم، فإنا كنا لكم رداء، فأبوا، فاختصموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت سورة الأنفال. روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بسند حسن. أخرجه أبو داود (٢٧٣٧)، والنسائي في التفسير (٢١٧)، والبيهقي (٦/ ٢٩١)، والحاكم (٢/ ١٣١) وصححه ووافقه الذهبي. القول الثاني: أن سعد بن أبي وقاص أصاب سيفًا يوم بدر، فقال: يا رسول الله، هبه لي، فقال: "اذهب فاطرحه في القبض". فرجعت، وبي ما لا يعلمه إلا الله، فما جاوزت إلا قريبًا حتى نزلت آية الأنفال فقال رسول الله: "اذهب فخذ سيفك". أخرجه ابن أبي شيبة (١٢/ ٣٧٠)، وسعيد بن منصور (٢٦٨٩)، وأحمد (١/ ١٨٠)، وأخرجه مسلم مختصرًا (١٧٤٨) وغيرهم. والقول الثالث: أن الأنفال كانت خالصةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس لأحد منها شيء فسألوه أن يعطيهم منها شيئًا فنزلت هذه الآية. روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وسنده فيه ضعف. أخرجه البيهقي (٦/ ٢٩٣)، والطبري (١٥٦٧٩) عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. (٢) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (- صلى الله عليه وسلم -). (٣) في الأصل و"ي": (كان). (٤) عاتكة بنت عبد المطلب بن هشام، عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت زوج أبي أمية بن المغيرة والد أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو عمر بن عبد البر: اختلف في إسلامها والأكثرون يأبون ذلك، وذكرها العقيلي في الصحابة وكذا ابن حجر في الإصابة، وذكر ابن إسحاق أنه لم يسلم من عمات النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا صفية، وذكر ابن فتحون في =