للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون مع عيسى -عليه السلام- (١) عند نزوله من السماء" (٢). أبو هريرة قال: وعدنا رسول الله -عليه السلام- غزوة الهند فإن أدركها أنفق فيها نفسي ومالي فإن قتلت كنت من أفضل الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر (٣)، وكتب عثمان بن عفان من المدينة إلى عبد الله بن عامر بن كريز يأمره بأن يوجه إلى ثغر الهند من يعلم علمه وينصرف إليه بخبره فوجّه حكيم بن حزام بن جبلة العبدي فلما رجع أنفذه إلى عثمان فسأله عن حال البلاد فقال: يا أمير المؤمنين، ماؤها وشل وتمرها دقل ولصُّها بطل، إن قل الجيش ضاعوا وإن كثروا بها جاعوا (٤).

{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} اتصالها بما قبلها من حيث ذكر الذين يلوننا، {مِنَ الْكُفَّارِ} والمنافقون من جملتهم لأنهم أقرب الكفار إلينا جوارًا، كانوا يتساءلون {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ} السورة، {إِيمَانًا} على وجه الإنكار وفي قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا} ردّ من الله عليهم إنكارهم وبيان بأن المؤمنين ازدادوا بهذه السورة إيمانًا.

وقوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قريبة من قوله: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} [البقرة: ٢٦] فتنهم، {فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} إظهار لعامتهم. وعن مجاهد: أنها القحط والشدة (٥)، وعن الحسن وقتادة: أنها الدعوة إلى الجهاد (٦).


(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) النسائي (٦/ ٤٢)، وأحمد (٥/ ٢٧٨)، والبخاري في تاريخه (٦/ ٧٢)، والجهاد لابن أبي عاصم (٢٨٨)، والطبراني في الأوسط (٦٧٤١)، وفي مسند الشاميين (١٨٥١)، وابن عدي في الكامل (٢/ ١٦١)، والبيهقي في السنن (٩/ ١٧٦)، والحديث حسن.
(٣) النسائي (٦/ ٤٢)، وأحمد (٢/ ٢٢٢٨، ٣٦٩) والفتن في المروذي (١٢٣٧)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٥٣٧)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٩١)، وسعيد بن منصور في سننه (٢٣٧٤)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٧)، والحاكم (٣/ ٥٨٨)، والبيهقي (٩/ ١٧٦).
(٤) ذكره الحموي في "معجم البلدان" (٥/ ١٧٩، ١٨٠)، كما ورد هذا الوصف حول (كرمان) لعمر بن الخطاب وللحجاج، كما ورد في وصف بلاد السند وفي صفة سجستان.
(٥) ابن جرير (١٢/ ٩١، ٩٢)، وابن أبي حاتم (٦/ ١٩١٥) بلفظ (بالسنة والجوع).
(٦) أما عن الحسن فرواه ابن أبي حاتم (٦/ ١٩١٥)، وأما عن قتادة فعند ابن جرير (١٢/ ٩٢)، وابن أبي حاتم (٦/ ١٩١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>