للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} جملة مركبة من مبتدأ وخبر، وقيل: خبر لمبتدأ مضمر (١) الحكم المشتمل على الحكم والدلالات في الخبر أن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق.

{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} استفهام تعجب وإنكار الشيء المستبعد جوازه على قضية العادة والطبيعة، والناس (٢) قريش وأمثالهم، {أَنْ أَوْحَيْنَا} في محل الرفع على أنه اسم كان {إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} هو خيرة (٣) الله مِنْ خَلْقِهِ خاتم النبيين أبو القاسم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} ترجمة للوحي بأن {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} منزلة رفيعة (٤)، عن القتبي: ما قدموه من عمل صالح (٥)، عن أبي سعيد الخدري: محمَّد شفيع صدق لهم يوم القيامة (٦)، وعن زيد بن أسلم: أنه محمَّد -عليه السلام- (٧) لقوله -عليه السلام-: "أنا فرطكم على الحوض" (٨)، {قَالَ الْكَافِرُونَ} حكايته لقولهم الذي قالوه عند تعجبهم بالوحي النازل على محمَّد.

{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} قال ابن سابط (٩): يدبر أمر الرسالة أربعة أملاك:


(١) قاله النحاس في إعرابه (٣/ ٤٩) والتقدير: تلك التي جرى ذكرها آيات الكتاب الحكيم، وعلى الإعراب الثاني يكون التقدير: هذه تلك آيات الكتاب الحكيم. هكذا قدره النحاس.
(٢) من قوله: (إنكار الشيء) إلى هنا ليست في "أ".
(٣) الأظهر أن الخبر هو"عجبًا" و"للناس" متعلق بمحذوف على أنه حال من "عجبًا" لأنه في الأصل صفة له، و"إلى رجل" جار ومجرور متعلقان بـ "أوحينا"، ويكون التقدير: أكان إيحاؤنا إلى رجل منهم عجبًا لهم، و"منهم" تكون صفة لـ"رجل".
[المغني (ص ٥٧٠)، المحرر (٩/ ٥)، الدر المصون (٦/ ١٤٤)].
(٤) قاله الزجاج في معاني القرآن (٣/ ٦).
(٥) رواه الطبري عن ابن عباس، وكذا روي عن مجاهد [الطبري (١٢/ ١٠٨)] وهو الذي رجحه الطبري.
(٦) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٦٢٩) لابن مردويه.
(٧) ابن جرير (١٢/ ١١١) وأخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره كما في التغليق (٤/ ٢٢٢).
(٨) البخاري (٦٢٠٥)، ومسلم (٢٢٨٩).
(٩) لم نجد من ترجم لابن سابط هذا ولا أدري هل هو شيخ المؤلف أم هو متقدم عليه
مع أن هذا أول ذكر له منذ بداية التفسير، فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>