للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محرمًا لما يكرهونه على قضية شهواتهم (١)، وقوله: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ} الآية منسوخة (٢) بقوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ٢].

وفي قوله: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ (٣) مَا تَلَوْتُهُ} دلالة أن القرآن لم يكن مقدورًا لرسول الله (٤) وأنه لم يمكنه أن يأتي بمثله عمدًا من قبله لأنه قد بلغ أشده وآنس منه الرشد ولم يكن يتعاطى من القرآن شيئًا حتى اكتهل ثم انتصب قارئًا من غير كتابة ولا تعلم.

{فَمَنْ أَظْلَمُ} اتصالها بما قبلها من حيث مطالبتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفتري على الله ما لا ينفعهم ولا يضرّهم ذوات معبوديهم.

{أَتُنَبِّئُونَ} أتخبرون الله بلا شيء، وقيل: أتنبهون الله على شيء جهله ولم يعلمه وبما لا يعلمه الله، {فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} صفات معبوديهم.

{كَلِمَةٌ سَبَقَتْ} هي كلمة التمهيل والتأجيل إلى حين؛ إنما الغيب على ما كتمه الله عن خلقه من الآيات الملجئة متى يكون وأنى يكون.

{وَإِذَا} ظرف والعامل فيه {إِذَا} الثانية (٥) مع صلتها، {لَهُمْ مَكْرٌ} (٦)


(١) أي: أنهم أرادوا تغيير آية العذاب بالرحمة وآية الرحمة بالعذاب كما قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - أو أنهم كرهوا منه ذكر البعث والنشور, لأنهم لا يؤمنون به، وكرهوا عيب آلهتهم، فطلبوا ما يخلو من ذلك كلما قاله الزجاج.
[زاد المسير (٢/ ٣٢٠)، معاني القرآن للزجاج (٣/ ١١)].
(٢) قال السيوطي في الإكليل (ص ١٤٧): استدل بهذه الآية من منع نسخ القرآن بالسنة.
(٣) قوله: (لو شاء الله) ليس في "ب".
(٤) في "أ": الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(٥) "إذا" الأولى هي قوله: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ} [يونس: ٢١] و"إذا" الثانية في نفس الآية قوله: {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا} فالأولى: شرطية، والثانية: جوابها وهي "إذا" الفجائية، والعامل في "إذا" الفجائية الاستقرار المقدر في "لهم"، لكن ذهب أبو البقاء العكبري إلى أن "إذا" الثانية زمانية.
[الإملاء (٢٦١٢)].
(٦) في "أ": (مكروا).

<<  <  ج: ص:  >  >>