للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الله تعالى فيقول: يا رب، أنت السلام وأنا الإسلام، منك بدأت وإليك أعود، اللهم من جاء متمسكًا بسهم من سهامي فأدخله الجنة (١).

{الْحُسْنَى} الجنة (٢)، و (الزيادة) النظر إلى الله تعالى، تواترت الأخبار (٣)، {وَلَا يَرْهَقُ} ولا يلحق ولا يصيب ومنه المراهق {قَتَرٌ} غبار العرصات ودخان الدركات، {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ} لهم جزاء سيئة.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} أي: واذكروا يوم نحشرهم، {مَكَانَكُمْ} أي: قفوا والزموا مكانكم، وذلك قوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)} [الصافات: ٢٤] قريبًا


(١) هذا الأثر معروف عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجه الطبري في تفسيره مختصرًا وبغير اللفظ الذي ذكره المؤلف ولفظه: قال: الإسلام ثلاثون سهمًا، وما ابتلى الله بهذا الدين أحدًا فأقامه إلا إبراهيم، قال الله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧)} [النجم: ٣٧] فكتب الله له براءة من النار.
[تفسير الطبري (٢/ ٤٩٩)، تاريخ الطبري (١/ ٢٨٠)] ".
(٢) ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن "الحسنى" هي قولهم: لا إله إلا الله، وقال ابنِ الأنباري: الحسنى كلمة مستغنى عن وصفها ونعتها, لأن العرب توقعها على الخَلَّة المحبوبة المرغوب فيها المفروح بها، فكان الذي تعلمه العرب من أمرها يغني عن نعتها فكذلك المزيد عليها محمول على معناها ومتعرف من جهتها، ويدل على ذلك قول امرئ القيس:
فلما تنازعنا الحديث وأَسْمَحَتْ ... هَصَرْت بغصنٍ ذي شماريخ مَيَّالِ
فَصِرْنَا إلى الحسنى وَرقَّ كلامُنَا ... وَرُضْت فَذَلَّت صَعبةً أيِّ إذلالِ
وقول ابن الأنباري لا شك أنه أوسع وأشمل من قصر المؤلف له على الجنة، وربما
نقول في الحسنى أنه كل عمل حسن مؤد إلى الجنة، وهناك خمسة أقوال في معنى "الحسنى" ذكرها المفسرون وفصل ابن الجوزي في تفسيره هذه الأقوال وأشملها ما ذكرنا، والله أعلم.
[زاد المسير (٢/ ٣٢٦)].
(٣) هذا من إنصاف المؤلف وهذا معتقد أهل السنة أن تفسير (الزيادة) بالنظر إلى الله -عزوجل- يوم القيامة، وهو ما رواه مسلم في صحيحه (١٨١)، والترمذي (٣١٠٥)، والنسائي (٢٥٤) وغيرهم من حديث صهيب مرفوعًا، قال -عليه السلام-: "الزيادة النظر إلى وجه الله -عزوجل-" وبهذا القول قال أبو بكر الصديق وأبو موسى الأشعري وحذيفة وابن عباس - رضي الله عنهما - وغيرهم، وهناك سنة أقوال في معنى الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>