للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العسير على طالب العلم أن يرويَ ما لا يفهمُ، أو ينقل ما لا يُحْسِنُ أداءه.

ومن أمثلة ذلك: ما ورد في "الصحيح"، أن النبي قال: "مَثَلُ المؤْمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُتْرُجَّة" (١)، فكلمة "الأُتْرُجَّة" غير شائعة على الألسن، فتجد شرح معناها في كتب الغريب.

ومثلُه: كلمة "أُطُم"، في حديث: أن النبي "أشرف على أُطم من آطام المدينة" (٢). فالأطم بالضم: بناء مرتفع، وآطام المدينة هي أبنيتها المرتفعة، كالحصون، كما أفاده ابن الأثير (٣).

٣ - والكتب المصنّفة في بيان غريب الحديث كثيرة، من أشهرها:

(أ) "غريب الحديث"، لأبي عبيد القاسم، ابن سلّاّم الهروي، المتوفى سنة: ٢٢٤ هـ ، وهو من أنفس وأقدم ما أُلّف في فنّ الغريب، رتّبه على المسانيد، وساق الأحاديث بأسانيده، إلا أنه مع سعته فاته الكثير من الألفاظ الغريبة، شأنُه شأنُ معظم الكتب المتقدّمة، التي تضع اللبنات الأولى في فنون العلم.

(ب) "الفائق في غريب الحديث"، لأبي القاسم، جار الله محمود بن عمر الزمخشري، المتوفى سنة: ٥٣٨ هـ، اشتمل على ما سبقه من تصانيف في الغريب، ورتّبه على حروف المعجم، لكنه لم يستوعب، كما يؤخذ عليه أنه قد يشرح بعض الكلمات الغريبة في غير حرفها، فيصعب الوصول إليها!!

(ج) "النهاية في غريب الحديث والأثر"، لمجد الدين أبي السعادات،


(١) متفق عليه.
(٢) متفق عليه.
(٣) "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير ١/ ٥٤.

<<  <   >  >>