للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - مراعاة سُنَّة التدرج:

فقد كان يقدّم في التعليم الأهمّ على المهم، والأكبر على الأصغر، والأصول على الفروع، والواجبات على السُّنَن.

ومن أمثلة ذلك: ما ورد في الصحيحين، عن ابن عباس ، أن رسول الله لمَّا بعثَ معاذاً إلى اليمن، قال: «إنك تقدُم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادة الله ﷿، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة، تُؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها، فخذ منهم، وتوقّ كرائم أموالهم» (١).

وما من شك أن مطالبة المسلم الجديد بجميع الشرائع مرة واحدة، قد توجب نفرته، وإلقاء جميع العلوم على المتعلم دفعة واحدة، قد تفضي إلى تضييعه العلم كلّه، فلا بد من مراعاة سُنَّة التدرج.

وقد جاء في صحيح البخاري تعليقاً على قول الله تعالى: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾ [آل عمران: ٧٩]: "يقال: الربّاني: الذي يربّي الناس بصغار العلم قبل كباره" (٢). قال الحافظ ابن حجر : "والمراد بصغار العلم ما وَضَحَ من مسائله، وبكباره ما دقّ منها" (٣).

٣ - اختيار الأوقات المناسبة مع القصْد والاعتدال:

ومن أمثلة ذلك: ما ثبت في الصحيحين، عن أبي وائل شقيق بن سلمة،


(١) "صحيح البخاري» (٧٣٧٢)، "صحيح مسلم» (٣١)، واللفظ لمسلم.
(٢) "صحيح البخاري"، كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل ١/ ٢٥.
(٣) "فتح الباري» ١/ ١٦٢.

<<  <   >  >>