للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* ومن فوائد الرّحلة في طلب الحديث:

١ - تعلُّم الجديد من متون الأحاديث وأسانيدها، والاستزادة منها، ومعرفة مصادرها ومخارجها. فقد رحل غير واحد من الصحابة إلى بلدان أخرى، من أجل سماع حديث لم يسمعوه من النبي ، أو من أجل التثبّت من حديث معروف.

٢ - التثبّت من صحة الأحاديث عن طريق سماعها من الراوي الأصلي. فقد كان كثيرٌ من أهل العلم يسمعون الحديث بواسطة، فلا يقنعون حتى يرحلوا إلى الراوي الأصلي، ليسمعوا منه مباشرة دون واسطة، فيكون أقربَ إلى السلامة من الخلل، وفيه تحصيل لعلو الإسناد أيضاً.

وفي ذلك يقول التابعي أبو العالية الرياحي (ت: ٩٠ هـ) (١): "كنّا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله بالبصْرة، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة، فسمعناها من أفواههم" (٢).

٣ - تكثير طرق الحديث الواحد، بسماعه من عدد من الشيوخ في أماكن مختلفة. فقد يوجد في طريقٍ ما لا يوجد في الطرق الأخرى، كما أن الحديث يتقوى بكثرة الطرق، كما يقول العلماء.

٤ - التعرّف على أحوال الرواة، لأن المحدّث حين يسافر إلى البلدان، ويلتقي بالرواة، فإنه يتعرّف عليهم عن قُرْب، ويخاطبهم ويسألهم ويسأل عنهم، ويعرف أحوالهم من حيث الثقة والضبط وغير ذلك.


(١) واسمه رفيع بن مهران، وثقه الذهبي وابن حجر وغيرهما.
(٢) "سنن الدارمي" (٥٨٣)، و"الجامع لأخلاق الراوي" للخطيب ٢/ ٢٢٤ بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>