للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله : «فَضْلُ العالمِ على العابد كفضلي على أدناكم، وإن الله وملائكته وأهلَ السموات والأرضين حتى النملةَ في جحرها، وحتى الحوتَ، ليصلّون على معلّم الناس الخيرَ» (١)، إلى غير ذلك من النصوص الواردة في الباب.

وقد كان هَديُ النبي في التعليم أكملَ الهدي وأعظمه وأجلّه، وكان له أساليب كثيرة ومتنوعة في التعليم. فكان يختار منها أحسنها وأفضلها وأوقعها في نفس المخاطب، وأقربها إلى فهمه وعقله وإدراكه.

وإنه لمن الصعوبة بمكان تقصّي هذه الأساليب جميعاً، أو محاولةاستيعابها، لذلك سنكتفي بذكر بعضها، وحسب ك من القلادة ما أحاط بالعُنُق. فمن أساليبه في التعليم:

١ - التعليم بالقدوة الطيِّبة والأسوة الحسنة:

وهذه كانت أجلّ أساليبه في التعليم والتبليغ، فكان لا يأمر بأمر إلا كان أول من يأخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول من ينتهي عنه، حتى إن السيدة عائشة وصفتْ خُلُقُه ، فقالتْ: «إن خُلُقَ نبي الله كان القرآن» (٢).

ولذلك جعله الله ﷿ أسوة حسنة لعباده المؤمنين، وذلك في قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الْأَحْزَابِ: ٢١]. ولا ريب أن التعليم بالقدوة الحسنة أوقعُ في النفس، وأبلغُ في التأثير وأدعى إلى التأسي.


(١) "سنن الترمذي" (٢٦٨٥)، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني وعبد القادر الأرناؤوط وغيرهما.
(٢) "صحيح مسلم» (٧٤٦).

<<  <   >  >>