للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثانى: أخطاء المؤلف فى الباب الأول: علامات الساعة الصغرى]

* الفصل الثانى:

٤ - قال المؤلف (أمين) : جمعنا فى هذا الفصل أهم علامات الساعة الصغرى

...مشيرين إلى دليل كل علامة من صحيح السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام. ثم ذكر بعد ذلك عدد ٦٥ علامة.

الرد:

لاحظ أن المؤلف قال انه سوف يشير إلى دليل كل علامة، ولكن أكثر من نصف العلامات التى ذكرها لم يذكر لها دليلاً، كما انه قال: " من صحيح السنة "، فى حين أن كثير من العلامات التى ذكرها المؤلف دليلها ضعيف، بل إن بعض الأحاديث التى سردها ضعيفة أيضاً، ونذكر من ذلك على سبيل المثال ما يلى:

٥ - قال المؤلف (أمين) : العلامة رقم ٢٩

حديث: " تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين ". قال: حديث صحيح رواه أبو داود عن أبى هريرة، فى الصحيحة برقم ٩٣.

الرد:

ولكن هذا الحديث فيه انقطاع بين سعيد بن أبى هند وأبى هريرة، ولذلك فإن الشيخ الألبانى نقله من السلسة الصحيحة إلى السلسلة الضعيفة برقم (٢٣٠٣) ؛ ولذا جاءت الطبعة الجديدة من السلسلة الصحيحة (ط. عام ١٤١٥ هـ دار المعارف) خالية من هذا الحديث الضعيف، كما أن الشيخ الألبانى ضعف الحديث فى ضعيف سنن أبى داود برقم ٥٥٣ (ط. ١٤١٢ هـ)

(ملحوظة: عندما صدر كتاب ضعيف سنن أبى داود أشار الأستاذ زهير شاويش إلى أن الشيخ قد صحح الحديث فى الصحيحة، وكانه يتعجب من ذلك، ولكن الشيخ - حفظه الله - قد بين سبب ذلك فيما بعد فى المجلد الخامس من الضعيفة ٢٣٠٣ ط. عام ١٤١٧ هـ)

٦،٧،٨،٩،١٠ - العلامات أرقام ٣٩، ٤٠،٤١،٤٢،٤٣:

ذكر حديث الترمذى عن على وأبى هريرة مرفوعاً: " إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات فى المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وساد القبيلة فاسقهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً أو مسخاً وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع ". ثم أشار فى الهامش أن الحديث رواه الترمذى عن على وعن أبى هريرة وقال حديث غريب.

الرد:

لقد أتى المؤلف بمثل هذا الحديث الضعيف بالرغم من سابق قوله (مشيرين إلى دليل كل علامة من صحيح السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام) ، والعجيب انه ينقل قول الترمذى حديث غريب، فهل لا يعلم المؤلف أن قول الترمذى هذا معناه (١) تضعيفه للحديث؟! أم نسى المؤلف ما اشترطه على نفسه بإيراد صحيح السنة فقط؟!

أما الحديث المشار إليه فهو: من حديث على: قال الترمذى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث على إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصارى غير فرج بن فضالة وقد تكلم فيه بعض العلماء من قبل حفظه.

أما حديث أبى هريرة: فقال الترمذى حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

١١،١٢: العلامتين ٥٨، ٥٩:

قال: تحاصر العراق ويمنع عنها الطعام والمساعدات ثم تحاصر الشام كذلك فيمنع عنها الطعام والمساعدات وذكر الحديث الصحيح: " يوشك أهل العراق أن لا يجئ إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك، قال من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى قلنا من أين ذلك قال من قبل الروم.. "

وقال: قد وقع هذا قريباً جداً، حوصرت العراق ثم حوصرت فلسطين

الرد:

نعم إن هذا يحدث الآن، ولكنه قد حدث من قبل ذلك أيضاً منذ عدة قرون. قال الإمام النووى فى شرحه على صحيح مسلم ١٨ / ٢٠ " معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد فى آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال: يوشك أن لا يجئ إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذلك قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، وذكر فى منع الروم ذلك بالشام مثله. وهذا قد وجد فى زماننا فى العراق وهو الآن موجود ". انتهى كلام النووى. كما أن الناظر إلى ما حدث فى الحروب الصليبية من قبل يعلم ذلك.


(١) *) فى الغالب. (أبو حاتم)

<<  <   >  >>