للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرد على الفصل الثانى]

قال فى ص ٤٢:

يبعث الله ريحاً لينة من اليمن فتقبض روح كل من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وتبقى طوائف من الناس الكفار الخُلص الأصليون الذين وسمتهم الدابة فى وجوههم، وكذلك طوائف ممن ينتسبون إلى الإسلام اسماً فقط الشيخ الكبير والعجوز، يقولون " لا إله إلا الله " وليس فى قلوبهم مثقال حبة من خردل من إيمان وهؤلاء ممن يخرجهم الرحمن من النار بشفاعة أرحم الراحمين.

الرد: ٣٩ - روى الإمام أحمد فى مسنده ٣ / ٢٦٨ قال حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض لا إله إلا الله ".

قال الشيخ شاكر اسناده صحيح.

كما روى أحمد ومسلم والترمذى والحاكم وابن حبان وعبد الرزاق عن أنس قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله "

وفى رواية " حتى لا يقال فى الأرض الله الله "،

وقال النووى فى شرح مسلم: قال القاضى ورواية ابن أبى جعفر بدله " لا إله إلا الله ".

وقال ابن كثير فى النهاية فى الفتن والملاحم: (إن الشيخ الكبير يقول أدركت الناس وهم يقولون لا إله إلا الله ثم يتفاقم الأمر ويتزايد الحال حتى يترك ذكر الله فى الأرض وينسى بالكلية فلا يعرف فيها وأولئك شرار الناس وعليهم تقوم الساعة)

وروى مسلم ح ١٩٢٤ عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه قال: يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً فى قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة.

وروى أحمد والبخارى عن أبى هريرة انه قال: " قيل يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألنى عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه ". ((١)

وروى أحمد والبخارى ومسلم والترمذى والنسائى عن أنس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال:

" يخرج -أو يُخرج- من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيرة،

ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن بُرة،

ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله،وكان فى قلبه من الخير ما يزن ذرة " (٢) .

كما روى الترمذى عن أبى سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

" يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من الإيمان ".

فأين هذا من قول المؤلف (أمين) : ليس فى قلوبهم مثقال حبة من خردل من إيمان؟؟!!

فنقول: لا بد من وجود شئ من الإيمان فى القلب ولو حتى مثقال ذرة أو حبة من خردل لكى يخرج الله العبد من النار، أما أن يخرج من النار من ليس فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فهذا ما لا نعرفه فى دين الله، ولو كان أحد الأخوة الذين ردوا على المؤلف قالوا ذلك لعلنا كنا نرى من الأخ أمين شيئاً كثيراً!!

قال فى ص ٤٣:

وقال بعضهم: لا ينبغى أن نخوف الناس " بالساعة " وقربها، ولكن نخوفهم بساعة كل واحد أى موته لأن من مات قامت قيامته ... ثم قال: " لن أقول من ابتدع هذا القول فى زماننا ولكن أقول: يا عباد الله! خذوا دينكم عمن قد مات فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة ".

ثم ذكر المؤلف (أمين) آيات من القرآن وأحاديث نبوية شريفة عن اقتراب الساعة، ثم قال فى ص ٤٤: (فتعجب من طلبة العلم و " أشبالهم " آخر الزمان) .

الرد: ٤٠ - يقصد المؤلف بذلك فضيلة الشيخ / محمد صفوت نور الدين، فهو الذى كتب ذلك فى مجلة التوحيد عدد ربيع الأول ١٤١٨ هـ، وقد سبق الرد على ذلك وقلنا انه ورد فى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى ومسلم والترمذى وأبو داود (واللفظ للبخارى قال ح ٦١٦٧) :

عن أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي فَقَالَ إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ


(١) المسند ٢ / ٣٧٣، خ ٩٩، ٦٥٧٠ وانظر الفتح ١ / ٢٣٣، والالكائى فى السنة ح ٢٠٤٥
(٢) حم ٣ / ١٧٣، ٢٧٦، خ ٧٤١٠، الفتح ١٣ / ٤٠٣، م ٣٢٥، ت ٢٥٩٣

<<  <   >  >>