للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - ثم إننا مع تحفظنا على هذه الطرق الرياضية - كما سيأتى من كلام السلف - نقول لو أردنا أن نطبق المعادلات، فإن معادلتنا ستكون كالآتى طبقاً للحديث الذى تم الاستشهاد به من صحيح البخارى: عمر أمة اليهود = مثل المدة من أول النهار إلى وقت الظهر

عمر أمة النصارى = مثل المدة من وقت الظهر إلى وقت العصر

عمر أمة الإسلام = مثل المدة وقت العصر إلى وقت المغرب

وعمر الأمم الثلاثة المجتمعة = النهار بأكمله من أوله إلى وقت المغرب

فإذا أردنا أن نطبق ذلك بالأرقام - مع تحفظنا كما سبق - فإننا أيضاً سنواجه مشكلة أخرى، وهى أن الوقت من أول النهار إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب سيختلف من يوم لآخر، ومن فصل لآخر، فليست المدة فى الصيف كالمدة فى الشتاء، وتختلف فى الصيف أو الشتاء مع الخريف أو الربيع، ولن تتساوى المدد إلا فى فصلى الخريف والربيع فقط. فعلى أى فصل سنعتمد وليس لك أن تقول إن الفرق بسيط ونحن لا نحدد تحديداً دقيقاً وإنما نتكلم بالتقريب، ليس لك ذلك لأن طول النهار فى الصيف يزيد عن ١٥ ساعة فى حين انه يكون فى الشتاء حوالى ١١ ساعة، أى أن معدل التغير يصل إلى الربع تقريباً، فإننا لو طبقنا أن عمر أمة مثل أمة النصارى مثلاً = الربع تقريباً، فإننا لو طبقنا ما سبق الإشارة إليه فإننا قد نخطئ فى ما يساوي عمر أمة كاملة!! فأين المعادلات الرياضية؟؟ وكيف يمكن الاعتماد عليها مع وجود مثل كل هذه المتغيرات؟!

ثم بعد ذلك نجد متغيراً آخر وهو: هل سنعتمد على المواقيت التى فى مكة أو التى فى المدينة أو التى فى أى مكان آخر فى الجزيرة العربية أو التى فى القاهرة أو....أو.....؟ وما الدليل على الاعتماد إلى أى واحد من هذه الاختيارات، ونحن نعلم أن مدة النهار ستختلف بحسب اختلاف الخطوط الجغرافية فمثلاً طول النهار يختلف فى القطب الشمالى عن طوله فى أوروبا عن طوله فى أفريقيا.....الخ كما هو معلوم. فهل عند المؤلف إجابة على ذلك؟؟

وبالرغم من ذلك فلو فرضنا جدلاً أننا سنعتمد على توقيت القاهرة - وكما سبق أن أى اختيار لا دليل عليه - فهل تعلم ما هى النتيجة؟

سأقدم لك الحلول على الفصول الأربع لتنتقى منها ما تشاء - مع عدم وجود دليل على أى اختيار منها أيضاً - ولكن هل نبدأ بأول الربيع أم أوسطه أم آخره؟ لا أدرى أيضاً؟

ولنفترض كذلك أننا نبدأ بأول كل فصل لتصبح المعادلة كلها تنجيماً، فأول الربيع ٢١ مارس، وأول الصيف ٢١ يونيو، وأول الخريف ٢٣ سبتمبر، وأول الشتاء ٢٢ ديسمبر

(ملحوظة: تم تجاهل التوقيت الصيفى تسهيلاً للقارئ، وتم الاعتماد على نتيجة الشمرلى)

اليوم

فجر

ظهر

عصر

مغرب

طول النهار من الفجر إلى العشاء

٢١ مارس

٣٢: ٤

٠٢: ١٢

٣٠:٣

٠٧: ٦

٣٥: ١٣

٢١ يونيو

٠٨: ٣

٥٧: ١١

٣٢: ٣

٥٩:٦

١٢: ١٥

٢٣ سبتمبر

١٦: ٤

٤٦: ١١

١٤: ٣

٥١: ٥

٣٥: ١٣

٢٢ديسمبر

١٤: ٥

٥٣: ١١

٤٠: ٢

٠٠: ٥

٠٦: ١١

ولو احتسبنا المدد من الفجر إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب بالساعات ثم حولناها إلى دقائق فإننا سنحصل على النتيجة، وقد أضفت إليها حساباً آخر وهو احتساب النسبة المئوية التى توضح نسبة كل مدة من طول النهار.

والنتيجة كالآتى:

اليوم

من الفجر إلى الظهر

مدة أمة اليهود

من الظهر إلى العصر

مدة أمة النصارى

من العصر إلى المغرب

مدة أمة الإسلام

من الفجر إلى المغرب طول النهار

٢١ مارس

٤٥٠ دقيقة

٥٥.٢ %

٢٠٨

٢٥.٥ %

١٥٧

١٩.٣ %

٨١٥

١٠٠ %

٢١ يونيو

٥٢٩

٥٥.٦٣ %

٢١٥

٢٢.٦ %

٢٠٧

٢١.٧٧ %

٩٥١

١٠٠ %

٢٣ سبتمبر

٤٥٠

٥٥.٢ %

٢٠٨

٢٥.٥ %

١٥٧

١٩.٣ %

٨١٥

١٠٠ %

٢٢ديسمبر

٣٩٩

٥٦.٥٢ %

١٦٧

٢٣.٦٥ %

١٤٠

١٩.٨٣ %

٧٠٦

١٠٠ %

ويتضح مما سبق اختلاف المدة حسب الفصول كما أشرنا، بالإضافة إلى الاختلاف فى طول النهار

... والآن: تعال نترجم هذه النسب المئوية إلى سنين - مع تحفظنا كما سبق - لنصل إلى النتيجة وستكون أكثر إثارة ودهشةً، وهى كالآتى:

الوقت

مدة اليهود

مدة النصارى

مدة المسلمين

الربيع

١٢٩٨ سنة

٦٠٠

٤٥٢.٩ سنة

الصيف

١٤٧٦.٢٨ سنة

٦٠٠

٥٧٧.٦٧ سنة

الخريف

١٢٩٨ سنة

٦٠٠

٤٥٢.٩ سنة

الشتاء

١٤٣٣.٥٣ سنة

٦٠٠

٥٠٢.٩٩ سنة

(يلاحظ أننا ثبتنا مدة النصارى لانها واردة هكذا فى صحيح البخاري من كلام سلمان الفارسى (١) ، وتم احتساب باقى المدد بنظام التعويض الحسابى بعد ذلك) ، وهكذا نكتشف أن الطريقة الرياضية غير سليمة فى نتيجتها.


(١) * وقد اعتمدها المؤلف صاحب عمر أمة الإسلام برغم ما سبق التنبيه عليه من أن الحديث موقوف فلا يعتمد عليه وإنما يجاريه أخونا أبو عمرو من باب إقامة الحجة عليه بما اعتمده والله المستعان. (أبو حاتم)

<<  <   >  >>