للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

: "عمر الأمة "، قال المؤلف (أمين) فى ص ٤٣: " لن أقول من ابتدع هذا القول فى زماننا ولكن أقول: يا عباد الله! خذوا دينكم عمن قد مات فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة ".

ثم قال فى ص ٤٤: " فتعجب من طلبة العلم وأشبالهم آخر الزمان ".

ونحن نُذَكره بأنه ورد فى الحديث الذى رواه أحمد والبخارى ومسلم والترمذى وأبو داود ولفظ البخارى قال (ح ٦١٦٧) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي فَقَالَ إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ولفظ أحمد (ح ١٢٢٩٢) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَحَذَّرَ النَّاسَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا لَهُ اقْعُدْ فَإِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَكْرَهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ فَبَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى فَأَجْلَسْنَاهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ أَعْدَدْتُ لَهَا حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسْ فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ *

٨ -وأثناء إعداد هذا الرد للطباعة رد عليه د. عبد الحميد هنداوي فى كتابه (الإفحام) وهو أستاذ فى دار العلوم (درعمى)

٩ - وأخيراً هذا الرد الذى بين أيديكم (الرد الأمين) .

وإن كان الأخيران لم يأخذا بنصيبهما بعد فى الشتائم والسباب لأن المؤلف (أمين) كان قد طبع كتابه (رد السهام) قبل صدور الردين الأخيرين، وأظنه سيستدرك ذلك فى الطبعة التالية من الكتاب - إلا أن يهدينا ويهديه الله تعالى.

فاتضح - مما سبق - أن المؤلف لن يقبل الرد من أى أحد لأن كل من على وجه الأرض على خطأ أو لا يُؤمَن عليهم من الفتنة، وهو ينتظر الرد ممن قد مات!!!

وعموماً فقد نقلنا فى ردنا هذا أقوال من ماتوا، فلا أدرى ماذا سيقول عنهم أيضاً!!!

انظر يا أخى - هدانى الله وإياك إلى الحق - كيف اختلف الصحابة فى أمور الدين؟ فإن الإختلاف وارد، ولكن - كما أقول دائماً -:

(ليست المشكلة فى الإختلاف، ولكن المهم هو كيف نختلف) ، لقد اختلف الصحابة فى صلاة العصر فى بنى قريظة، وفى موت النبى - صلى الله عليه وسلم -، واختلفوا عند تنصيب الخليفة الأول، وعند جمع المصحف، وعند حروب الردة، وعند عزل خالد بن الوليد من إمارة الجيش و ...و .....، فهل رأينا أحدهم يسب الآخر أو يتهكم عليه ويسخر منه ويضحك ويضحك كثيراً؟؟ لا والله ما حدث شئ من ذلك. وإنما بدأ يظهر حدة الخلاف مع دخول غير الصحابة فيه - ممن لم يتربوا على يد النبى - صلى الله عليه وسلم - - وأيضاً بعد دخول أصحاب المصالح فى النزاعات مثل ابن سبأ وغيره.

وعلينا أن نتعلم أدب الإختلاف من كتب آداب طلب العلم (١) ، ولعلنى عرفت الآن لماذا كان يهتم علماؤنا - جزاهم الله خيراً - بتدريس آداب طلب العلم مراراً وتكراراً، حتى كاد الطلبة أن يملوا من ذلك، ولكن أهل العلم كان عندهم بعد نظر أكثر من طلبتهم، فإن الأمة تعانى من نقص التربية والأخلاق أكثر مما تعانى من نقص العلم والحفظ، وليتهم كل منا نفسه قبل أن يَتهم غيره.


(١) انظر على سبيل المثال مقدمة المجموع للنووى، فإنها مفيدة جداً.

<<  <   >  >>