للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القصيدة الحائية للإمام أبي بكر ابن أبي داود السجستاني (المتوفى: ٣١٦ هـ) في أصول السنة

تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللَّهِ وَاتَّبِعِ الْهُدَى ‍ ... وَلَا تَكُ بِدْعِيًّا لَعَلَّكَ تُفْلِحُ

وَدِنْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَالسُّنَنِ الَّتِي ‍ ... أَتَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ تَنْجُو وَتَرْبَحُ

وَقُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلَامُ مَلِيكِنَا ‍ ... بِذَلِكَ دَانَ الْأَتْقِيَاءُ وَأَفْصَحُوا

وَلَا تَغْلُ فِي الْقُرْآنِ بِالْوَقْفِ قَائِلًا ‍ ... كَمَا قَالَ أَتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا (١)

وَلَا تَقُلِ الْقُرْآنُ خَلْقٌ قَرَأْتُهُ ‍ ... فَإِنَّ كَلَامَ اللَّهِ بِاللَّفْظِ يُوضَحُ

وَقُلْ يَتَجَلَّى اللَّهُ لِلْخَلْقِ جَهْرَةً ‍ ... كَمَا الْبَدْرُ لَا يَخْفَى وَرَبُّكَ أَوْضَحُ

وَلَيْسَ بِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ بِوَالِدٍ ‍ ... وَلَيْسَ لَهُ شِبْهٌ تَعَالَى الْمُسَبَّحُ

وَقَدْ يُنْكِرُ الْجَهْمِيُّ هَذَا وَعِنْدَنَا ‍ ... بِمِصْدَاقِ مَا قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ

رَوَاهُ جَرِيرٌ عَنْ مَقَالِ مُحَمَّدٍ ‍ ... فَقُلْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ فِي ذَاكَ تَنْجَحُ (٢)

وَقَدْ يُنْكِرُ الْجَهْمِيُّ أَيْضًا يَمِينَهُ ‍ ... وَكِلْتَا يَدَيْهِ بِالْفَوَاضِلِ تَنْضَحُ

وَقُلْ يَنْزِلُ الْجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ‍ ... بِلَا كَيْفَ جَلَّ الْوَاحِدُ الْمُتَمَدَّحُ


(١) أي: مالوا وركنوا إلى قول جَهْم.
(٢) قوله: «رواه جرير ...» يريد ما رواه الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - عن قول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخرجه البخاري (٥٥٤)، ومسلم (٦٣٣) عن جرير بن عبد الله أنه قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: ٣٩].

<<  <   >  >>