الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأُمِّي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين. وبعد:
فامتثالًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حديثًا فحَفِظَه حتى يُبَلِّغَه غيرَه»، رأيتُ أن أجمع طائفة من الأحاديث النبوية الجامعة لأصول الدين وأحكامه، انتقيتُ معظمها من كتب الأربعينيات، التي قصد مؤلفوها جَمْعَ أربعين حديثًا من الأحاديث النبوية، معتمدين في ذلك على حديث:«مَنْ حَفِظَ على أُمَّتي أربعين حديثاً مِن أمرِ دينِها بعثه اللهُ يومَ القيامةِ في زُمرةِ الفقهاءِ والعلماءِ»، وهو حديث قد اتفق الحُفَّاظ على ضعفه.
فبعض هؤلاء العلماء جمع أربعين حديثًا في أصول الدين، وبعضهم في الأحكام، وبعضهم في الزهد والرِّقاق، وبعضهم في الآداب والأخلاق، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الذِّكر، إلى غير ذلك من المقاصد الحسنة.
فرأيتُ أن أجمع -مقتديًا بهؤلاء العلماء ومسترشدًا بصنيعهم- أحاديث صحيحة مشتملة على جميع تلك المقاصد، في أصول الدين، وأحكام الشريعة، والزهد، والذِّكر، والآداب، والأخلاق، وغيرها.
فصار هذا الكتاب جامعًا لأصول الأحاديث التي تُبيِّن معالمَ الدين وأحكامَه العامة، لعل الله عز وجل أنْ يمحو به ما انتشر بين المسلمين اليوم من الجهل بأمور دينهم، حتى إنك ترى الرجلَ يحمل أعلى الشهادات، ويتقلَّد أرفع