للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[أفعال الخير]

١٠٣ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ (١) مَنِيحَةُ العَنْزِ (٢)، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا (٣)، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الجَنَّةَ». قَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ -أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ: فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ العَنْزِ، مِنْ رَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَنَحْوِهِ، فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً (٤). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

١٠٤ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ». قَالَ:


(١) أي: أعظمهن ثوابا.
(٢) هي أنثى المعز يعطيها الرجلُ الرجلَ يحتلبها ويشرب من لبنها زمنًا ثم يعيدها إليه.
(٣) أي: مصدِّقًا بما وعد الله تعالى عليها من الأجر.
(٤) عَدَّ جماعة من أهل العلم هذه الخصال، فذكروا: الستر على المسلم، والذب عن عرضه، وإدخال السرور عليه، والتفسُّح في المجلس، والدلالة على الخير، والكلام الطيب، وإعانة الصانع، والصنعة للأخرق - وهو الذي ليس في يده صنعة يتكسَّب بها-، وإعطاء شسع النعل، والغرس والزرع، والشفاعة، وعيادة المريض، والمصافحة، والمحبة في الله، والبغض لأجله، والمجالسة لله، والتزاور، والنصح، ورحمة البهائم، وإماطة الأذى عن الطريق، والمشي إلى المساجد، وإفشاء السلام، ورده، وتشميت العاطس، وتقبيل العيال والرأفة بهم، والحمد بعد الأكل والشرب، ومجالسة أهل الذكر، والقناعة باليسير، ورجاء العبد عفو الرب مع معاودة الذنب، والنهي عن المنكر بالقلب، واتقاء النار باليسير من الصدقة، واحتساب المصيبة عند الله، وإنظار المعسر، وإيثار العيال على النفس، وترك التهاجر والتشاجر، وإطعام الجائع، وسقاية الظمآن، والتبسُّم في وجه المسلم، والهدية إلى الجار، والإصلاح بين الناس.
وفي هذه الخصال ما قد يُنازَع في كونه دون منيحة العنز. ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الأربعين خصلة في الحديث، ومعلوم أنه كان عالمًا بها كلها لا محالة، وذلك - والله أعلم- خشية أن يكون التعيين لها والترغيب فيها مزهِّدًا في غيرها من أبواب المعروف وسبل الخير.

<<  <   >  >>