للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الذِّكر

١٠٠ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي (١)، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي (٢)، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي (٣)، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ (٤)، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا (٥)، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا (٦)، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» (٧). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

١٠١ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ


(١) أي: أعامله على حسب ظنه، وأفعل به ما يتوقعه مني، فليحسن رجاءه. فالمراد: الحث على تغليب الرجاء على الخوف، وأن يجتهد العبد في العمل، موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يُخلف وعده.
(٢) أي: معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية.
(٣) أي: إن ذكر ربه سِرًّا في نفسه، فإن الله تعالى يذكره في نفسه، من غير اطلاع أحد من خلقه على ذلك. وفي الحديث: إثبات النفس لله تعالى، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
(٤) أي: في ملأ من الملائكة.
(٥) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٥/ ٥١٠): «كلما تقرب العبد باختياره قدر شبر زاده الرب قربًا إليه حتى يكون كالمتقرِّب بذراع. فكذلك قُرْب الرب من قلب العابد وهو ما يحصل في قلب العبد من معرفة الرب والإيمان به وهو المثل الأعلى» اهـ.
(٦) الباع: قدر مَدِّ اليدين وما بينهما من البدن.
(٧) قال الإمام ابن القيم في «مدارج السالكين» (٣/ ٢٥٤): «فعلى قدر ما تبذل منك متقرِّبًا إلى ربك يتقرب إليك بأكثر منه، وعلى هذا فلازم هذا التقرب المذكور في مراتبه، أي: من تقرَّب إلى حبيبه بروحه وجميع قواه وإرادته وأقواله وأعماله، تقرَّب الرب منه سبحانه بنفسه في مقابلة تقرُّب عبده إليه. وليس القرب في هذه المراتب كلها قرب مسافة حسية ولا مماسة، بل هو قرب حقيقي، والرب تعالى فوق سماواته على عرشه، والعبد في الأرض» اهـ.

<<  <   >  >>