(٢) «حلاوة الإيمان»: استلذاذ الطاعات، وتحمُّل المشقات في رضى الله سبحانه، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا، ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى، بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (٣) قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (١٠/ ١٩٠): «فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه، فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأحب المخلوق لله لا لغرض آخر، فكان هذا من تمام حبه لله؛ فإن محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب، فإذا أحب أنبياء الله وأولياء الله لأجل قيامهم بمحبوبات الحق، لا لشيء آخر، فقد أحبهم لله لا لغيره. وقد قال تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: ٥٤]. ولهذا قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران: ٣١] فإن الرسول يأمر بما يحبه الله، وينهى عما يبغضه الله، ويفعل ما يحبه الله، ويخبر بما يحب الله التصديق به، فمن كان محبًّا لله لزم أن يتبع الرسول، فيصدقه فيما أخبر، ويطيعه فيما أمر، ويتأسى به فيما فعل، ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله؛ فيحبه الله» اهـ.