(٢) فإن قال قائل: فالشيعة الرافضة يحبون عليًّا، فهل هم معه؟ فالجواب: لا، لأن محبة الصحابة شرعية، فينبغي أن تكون على وجه يأذن الشرع فيه، ومن ضروراتها اتباع المحبوب، وعلي لا يرضى بالبراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بل قد كان يرى أنهما أفضل منه، روى البخاري في «صحيحه» عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي علي بن أبي طالب: يا أبت، من خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أبو بكر. فقلت: ثم من؟ قال: عمر. وقد كان يقول: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته جلد المفتري. فهؤلاء الشيعة الرافضة المخذولون لو رآهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهم يفضلونه على أبي بكر وعمر لجلدهم وعاقبهم أشد العقاب، فكيف وهم يلعنونهما ومعظم الصحابة، بل ويكفرونهم ويزعمون أنهم ارتدوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا شك في كفر من يفعل ذلك منهم، كما قرره أئمة أهل العلم، ويُنظر: «الصارم المسلول» (ص: ٥٨٦).