المناصب، وهو لا يعلم عن دينه شيئًا، فالأُمِّي الذي لا يقرأ ولا يكتب ويعلم ما افترض الله عليه من أمور دينه أفضل في ميزان الشرع من هذا المثقَّف العالم بأمور دنياه الجاهل بأمور دينه، قال تعالى:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم: ٦ - ٧].
قال الإمام ابن كثير في «تفسيره»(٦/ ٣١١): {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أي: بحِكَم الله في كونه وأفعاله المُحْكمة الجارية على وفق العدل.
وقوله:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها، فهم حُذَّاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة، كأنَّ أحدهم مُغَفَّل لا ذهن له ولا فكرة.
قال الحسن البصري: والله لَبَلَغَ من أحدهم بدنياه أنه يقلِّب الدرهم على ظفره فيُخبرك بوزنه، وما يُحسن أن يصلي.
وقال ابن عباس في قوله:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} يعني: الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جُهَّال. اهـ.
* وأهم كتب الأربعينيات التي انتقيت منها هذا الكتاب هي:
١ - «الأربعون» للإمام محمد بن أسلم الطُّوسي (ت: ٢٤٢ هـ).
٢ - «الأربعون» للإمام الحسن بن سفيان النَّسَوي (ت: ٣٠٣ هـ).
٣ - «الأربعون حديثًا» للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي (ت: ٣٦٠ هـ).
٤ - «الأربعون» للإمام أبي بكر ابن المُقْرئ (ت: ٣٨١ هـ).