(٢) المراد بهذا: أن الإسلام يظهر ويستولي أهله على بلاد الكفر فيَسْبُونهم، فإذا ملك المسلم الجارية فاستولدها كان الابن بمنزلة ربَّها، والبنت بمنزلة ربتها؛ لأنه وَلَدُ سيدِها. (٣) العالة: الفقراء، والمعنى أن العرب الذين كانوا لا يستقرون في مكان، وإنما كانوا ينتجعون مواقع المطر، يسكنون البلدان، ويتطاولون في البنيان، كل ذلك لاتساع الإسلام. (٤) مليًّا: وقتًا طويلًا. (٥) قال الإمام الآجري في «الأربعين» (ص: ٨٦): «واجب على كل مسلم أن يؤمن بالله عز وجل، وبجميع ملائكته، وبجميع كتبه التي أنزلها الله على رسله، وبجميع أنبيائه، وبالموت، وبالبعث من بعد الموت، وبالجنة والنار، وبما جاءت به الآثار في أحاديث أخر، مثل أن يؤمن بالصراط، والميزان، وبالحوض، والشفاعة، وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار فيدخلون الجنة، وبالساعة، وأشباهٌ لهذا مما يؤمن به أهل الحق من أهل العلم، ويجحد بها أهل الأهواء والبدع والضلالة ممن حذرناهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحذرناهم الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وعلماء المسلمين، ويؤمن بالقدر خيره وشره، ويبرأ ممن لم يؤمن بالقدر خيره وشره، كما تبرأ ابن عمر منه. وقوله: «وأخبرني عن الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»». فاعلم أنه من عَبَد الله عز وجل، فيعلم أن الله عز وجل مطلع على عمله، يعلم سره وعلانيته، ويعلم ما تخفي من عملك وما تبديه، وما تريد بعملك ألله تريد أم غيره؟ {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: ٧]، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: ١٩]، {يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} [النور: ٦٤] فاحذروه، فمن راعى هذه بقلبه وبعلمه خشي من الله عز وجل وخافه وعبده كما أمره، فإن كنت عن هذه المراعاة في غفلة فإنه يراك، ثم إليه مرجعك فينبئك بما كنت تعمله، فاحذر الغفلة في عبادتك إياه، واعبده كما أمرك لا كما تريد، واستعن به، واعتصم به، فإنه لا يقطع من لجأ إليه، وقد ضمن لمن اعتصم به أن يهديه إلى صراط مستقيم» اهـ.